IMLebanon

زيارة ماكرون “فرصة” للبنان.. ونتائجها تُحدد موعد زيارة شينكر

اتى نائب وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل إلى بيروت الاسبوع الماضي محمّلاً برسالة واضحة وصريحة “لبنان سيتلقى الدعم المالي عندما ينفذ قادته إصلاحات والاستجابة لمطالب شعبهم المتعلقة بحسن الإدارة وإنهاء الفساد، وعندما نرى التزام المسؤولين اللبنانيين بالتغييرالحقيقي بالقول والفعل فستستجيب أميركا وشركاؤها الدوليون لتلك الإصلاحات المنهجية بدعم مالي مستمر”.

والرسالة نفسها ستكون في جعبة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يحط في بيروت في الاول من ايلول المقبل للمشاركة في احتفال مئوية لبنان الكبير مع التذكير بمقولة “ساعدوا انفسكم لنساعدكم”.

هذا التطابق في “الرسائل” يؤكد ان المجتمع الدولي الذي يفترق في المواقف تجاه ملفات عدة، يُجمع على الملف اللبناني لجهة عدم فتح حنفية المساعدات قبل البدء بورشة الاصلاحات التي تعهّد بها المسؤولون في مؤتمرات الدعم كان اخرها “سيدر”.

وبحسب اوساط دبلوماسية مطّلعة تحدّثت لـ”المركزية” “فان الرئيس الفرنسي سيتكلّم بإسم المجتمع الدولي، بإعتبار ان لفرنسا دورا تاريخيا وتربطها علاقات مميزة بمعظم المكوّنات السياسية والدينية في لبنان. من هنا سيحمل ماكرون رسالة واضحة للمسؤولين: استمعوا الى الشعب وشكّلوا حكومة تحظى بثقته اولاً وبثقة المجتمع الدولي فتكون بمثابة المفتاح لصندوق المساعدات المالية المرصودة للبنان من اجل تنفيذ الاصلاحات التي تعهّد بها”.

واكدت “ان ماكرون يأتي الى لبنان ليس كرئيس لفرنسا فقط وإنما “كممثل” عن المجتمع الدولي الذي “بحّ” صوته وهو يطالب بالاصلاحات، لكن من دون جواب، فلم يبقَ الا الفرنسي انطلاقاً من علاقاته التاريخية بلبنان ان “يُفهم” المسؤولين ان “زمن الاوّل تحوّل” وان لا مساعدات مالية من دون اصلاحات جوهرية يحتاجها لبنان”.

واشارت الاوساط الى “ان زيارة ماكرون “فرصة” مهمة للبنان على المسؤولين استغلالها لمصلحة بلدهم وشعبهم الذي يرزح تحت اعباء اقتصادية ومالية واجتماعية قاسية، واتى انفجار مرفأ بيروت في الرابع من الجاري ليزيد طين الامور بلّة”.

وفي حين شددت على “ضرورة تشكيل حكومة فاعلة تضمّ وزراء كفوئين ومن اصحاب الاختصاص، لان البلد يحتاج الى نوع كهذا من الحكومات توصله الى شاطئ الامان”، الا انها اسفت في الوقت نفسه “لان عقلية الحكم لا تزال كما هي وكأن لا مدينة مُدمّرة فوق رؤوس ابنائها ومئات القتلى والاف الجرحى”.

الى ذلك، لفتت الاوساط الدبلوماسية الى “ان زيارة مساعد وزير الخارجية ديفيد شينكر الى بيروت ستُحدد بناءً على نتائج زيارة ماكرون، (علماً انه يرافق وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو في جولته في المنطقة).

ومع ان شينكر يتولى بشكل اساسي ملف ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان واسرائيل، غير ان زيارته الى لبنان بحسب الاوساط سيُخصص الجزء الاكبر منها للقاء مسؤولين في المجتمع المدني ممن يشاركون في الانتفاضة الشعبية، بالاضافة الى جولة على المناطق المتضررة جرّاء انفجار المرفأ”.