IMLebanon

هل تظلّل “أخضر بلا حدود” أعمال الحزب حدوديا؟

قصف الطيران الإسرائيلي ليل الثلثاء مراكز تابعة لجمعية “أخضر بلا حدود” البيئية داخل الأراضي اللبنانية. وأكد الجيش في بيان، إن طيران الاحتلال استهدف مركزًا للجمعية المذكورة في محمية “عيترون” ما أدى الى اندلاع حريق داخلها. فمن هي هذه الجمعية وما هو دورها في منطقة نزاع حدودي وهل هي تساعد، تحت غطاء الأعمال البيئية، جناح حزب الله العسكري؟

“أخضر بلا حدود” منظمة غير حكومية تابعة لـ “حزب الله”، هدفها، بحسب الموقع الرسمي للجمعية، “إنشاء معهد يهتم بالتعليم والتثقيف البيئي والزراعي، تشحيل وتنظيف الأحراج، تشجير المساحات الجرداء وجوانب الطرقات، إنشاء المشاتل لإنتاج الغراس الحرجية، حماية الثروة الحرجية من التعديات، حماية الثروة الحرجية من الحرائق والمساهمة في إطفائها”.

وسبق للأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، أن شارك شخصياً في إحدى مبادرات الجمعية، وظهرت له صور وهو يقوم بغرس شجرة في التربة، ليعود إعلام حزب الله وينشر مقطع فيديو يوثق هذه المبادرة، وذلك بعد خطاب نصر الله الذي دعا فيه للجهاد الزراعي، إثر الأزمة الاقتصادية التي عصفت بلبنان.

مصادر مطلعة أفادت “المركزية” ان الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش سبق أن أشار في تقرير رفعه إلى مجلس الأمن في تشرين الثاني الماضي، إلى أن “اليونيفيل” ما زالت تُمنع من الوصول الى مناطق عدّة على الجانب اللبناني من الخط الأزرق، خصوصاً إلى مواقع مرتبطة بإطلاق الصواريخ على “إسرائيل” في الأول من ايلول 2019، بينها مواقع لجمعية “أخضر بلا حدود”.

المواقع التي اشار إليها غوتيريش، بحسب المصادر، هي مساحات من الأرض قريبة من “الخط الأزرق” زرعتها جمعية “أخضر بلا حدود” أشجارا تقول “إسرائيل” إنها لحجب الرؤية أمام كاميرات المراقبة الأمنية المثبتة، على طول الشريط الحدودي. إلى ذلك، تشكو “إسرائيل” من قيام “أخضر بلا حدود” بإقامة أبراج ومنشآت يربو عددها على 26 في المنطقة ذاتها مهمتها تعطيل كاميرات المراقبة الحدودية، وأن حزب الله الذي يحتضن هذه الجمعية يمنع قوات “اليونيفيل” من قطع الأشجار المشكو منها، كما من التحقيق في مواقع الأبراج، لكونها مقامة في املاك خاصة لا يحقّ لـ”اليونيفيل” دخولها.

وأضافت المصادر: “وفي نيسان الماضي، زرعت الجمعية عددا من الأشجار في الجانب اللبناني من السياج الحدودي، عند الخط الأزرق، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى اتخاذ خطوة استثنائية ودخول المنطقة العازلة لإزالتها، ما أسفر عن مواجهة محدودة على الحدود. فما كان من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إلا أن قطعت في نهاية الأمر الأشجار بنفسها”.

إلى ذلك، دعم “معهد واشنطن” ادعاء إسرائيل بأن جمعية “أخضر بلا حدود” هي واجهة سمحت لحزب الله باستخدام مواقعها في هجوم ايلول الماضي ضد الجيش الإسرائيلي. وقد تم اتهام جمعية “أخضر بلا حدود” بأنها واجهة لحزب الله عدة مرات في الماضي، من قبل كل من الجيش الإسرائيلي والبعثة الإسرائيلية في الأمم المتحدة.

وكشف ماثيو ليفيت وسامانثا ستيرن من “معهد واشنطن”، ثمانية مواقع تابعة لـ”أخضر بلا حدود” لم تكن معروفة من قبل، يحتوي بعضها على أبراج مراقبة وبنية تحتية أخرى للمراقبة، على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية. ويبدو أن أحد المواقع التي تم تحديدها حديثاً، شرق بلدة يارون، قد استخدم في هجوم أيلول الماضي. وتقع المواقع السبعة الأخرى شرق علما الشعب، جنوب الضهيرة، جنوب رميش، غرب يارون، شرق الحولة، جنوب كفر كلا، وشرق المطلة.

ولا يتضمن تقرير ليفيت وستيرن أي دليل يثبت بشكل قاطع أن منظمة “أخضر بلا حدود” هي واجهة لحزب الله في شكل اعترافات أو وثائق، ولكن يبني ادعاءاته بدلا من ذلك على معلومات تفيد ان “من خلال بناء مواقع المراقبة، وحرمان “اليونيفيل” من الدخول غير المقيّد الى جنوب لبنان، ومنح حزب الله منصات لوجستية وتشغيلية يمكن من خلالها إطلاق الصواريخ على إسرائيل، أصبحت “أخضر بلا حدود” فعلياً جزءاً من البنية التحتية العسكرية لحزب الله”. كما أشار التقرير إلى أن العديد من مواقع الجمعية كانت في المنطقة نفسها التي توجد فيها أنفاق هجومية حفرها حزب الله في شمال إسرائيل، والتي تم كشفها وتدميرها من قبل الجيش الإسرائيلي في أواخر 2018 وأوائل 2019.

“لا يمكن التأكيد ما اذا كانت الجمعية تشكّل فعلاً غطاء لجناح حزب الله العسكري كما من غير الواضح ما إذا كان يمكن إجراء ربط بين مواقع أخضر بلا حدود والأنفاق”، ختمت المصادر، فهذا الأمر يعود للأمم المتحدة التي عليها تقديم معلومات أكثر تفصيلا حول أنشطة “أخضر بلا حدود” ومدى ارتباطها بأعمال حزب الله العسكرية”.