IMLebanon

آن الأوان لتنظيم العمل الاجتماعي والإغاثي في لبنان

كتبت الدكتورة ناديا شعيب:

قبل كارثة انفجار مرفأ بيروت، وبعدها، قبل دخول لبنان في الانهيار الاقتصادي، الذي أفقر اللبنانيين، وأزال ما تبقى من الطبقة الوسطى،وعمم المعدلات العالية،للفقر، كانت مؤسسة شعيب، إحدى مؤسسات الغوث الاجتماعي، تعمل بأقصى طاقتها، لتنير شمعة في ظلام اقتصادي وإنساني مخيف ومدمر.

واجهتنا كمؤسسة مصاعب كبيرة لا زلنا نسعى أن نتجاوزها،وسنتجاوزها،لأن إرادة المؤسسة، بإدارتها والعاملين فيها،منبثقة من التشبث بلبنان النموذج الفريد في المنطقة والعالم.

ونسأل انطلاقاً من التقصير والإهمال والفوضى الذي يعاني منه لبنان: من يعيد ثقة مؤسسة شعيب إلى لبنان لتطلق مشروع اعتماد الجمعيات وبناء كفاءتها وتفعيلها في لبنان.

لقد أطلقت مؤسسة محمد شعيب منذا العام ٢٠١٤ جائزة افضل جمعية مبنية على تقييم علمي ومهني وبالتعاون مع الأطراف المعنية من وزارة الداخلية والشؤون وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وبرنامج التنمية المستدامة.

كذلك مولت مؤسسة شعيب بمفردها كامل المبادرة، وبعد أن لمست مدى المصداقية العالية التي تتمتع بها في علاقاتها بجميع الأطراف المعنية، أخذت على عاتقها متابعتها وتنميتها ومولت بمواردها المادية والإدارية الذاتية، انشاء معايير حسن إدارة المؤسسات الغير حكومية من أجل بناء كفاءات المجتمع المدني ومن اجل تنظيم مساعدات الجمعيات، وفقا لنظام اعتماد المعايير حسب المواصفات العالمية المهنية والشفافية والفعالية، واستعانت بخبراء مهنيين من العالم وأنجزت المهمة بكفاءة. إضافة إلى ذلك وتزامنا مع إنشاء المعايير منذ ٢٠١٥ قامت بتطوير منصة إلكترونية من اجل بناء وتطوير كفاءات الجمعيات اللبنانية، واعتمادها وربطها ببعضها البعض لكي تكون في أعلى درجات التنسيق والتعاون تحقيقاً للأهداف المستدامة المشتركة من أجل فعالية أكبر ومصداقية عليا على الصعيد الوطني والإقليمي والعالمي، ومن أجل ربطها يالممولين بشفافية وفعالية كامليتين ، وبكل الشركات التي تود أن تشارك ضمن برنامجها للمسؤولية الاجتماعية المستدامة.

ومنذ العام  ٢٠١٥ تولت مؤسسة شعيب عرض المبادرة وآلياتها، على وزارة الشؤون الإجتماعية المتعاقبين، من أجل وضعها بتصرف الوطن، كهبة من المؤسسة لتحسين البنى التحتية للجمعيات الجادة، وفرض نظام للشفافية على الجميع،وما يؤسف أنها لم تلق  التجاوب من أحد رغم محاولاتها المتكررة.

وحرصا منها على تحقيق هدفها النبيل تتابعت الجهود،فالتقى المعنيون في المؤسسة  بمجلس جامعة الدول العربية،  بمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية في تونس في تشرين الثاني ٢٠١٨ ولقى المشروع ترحيباً كبيراً من المجلس وطلب من مؤسسة شعيب مجرد كتاب رسمي من وزارة الشؤون اللبنانية كون المبادرة لبنانية.

وظلت شعيب تسعى للحصول على هذا الكتاب دون جدوى إلى أن فقدت الامل من لبنان وعرضت الفكرة على مصر وهي بصدد إطلاق البرنامج بالتنسيق مع جامعة الدول العربية ولاقى ترحيب واسع .

فهل يكون هناك فرصة لإعادة البرنامج إلى لبنان كي يكون دعماً  للجمعيات الخيرية الشريفة التي تريد العمل بكل نية صافية وشفافة؟ سؤال كبير أردت من خلاله التوجه إلى الرأي العام اللبناني، وإلى ضمائر المسؤولين، فالكارثة التي أصابت اللبنانيين، لا تحتمل الانتظار، ولا أنصاف الحلول.

المطلوب مساعدة من يريد مساعدة الناس،كي نبدأ العطاء، ونزرع الأمل بمستقبل يبقي اللبنانيين في وطنهم محفوظي الكرامة.

إن المؤسسات  النبيلة في لبنان كمؤسسة شعيب تتطلع الى أن تضع كل إمكانياتها في خدمة المجتمع المدني، والمواطنين، وستتمكن مع جميع المخلصين من أن تفتح الطريق كي نحقق هدفنا في خدمة الانسان.فهذه هي مهمتنا وسننفذها.

آن الأوان لتتظيم العمل الاجتماعي والإغاثي في لبنان.آن الأوان أن نؤمن الشفافية والفعالية والاستقامة، كي تصل المساعدة إلى حيث يجب أن تصل، ويجب أن نسلك هذا الطريق حتى النهاية.