IMLebanon

الحريري سمّى محمد الحوت وغسان عويدات… وعون رفض!

انتهى المخاض الحكومي اللبناني إلى تسوية سياسية حملت سفير لبنان في ألمانيا مصطفى أديب ليصبح المرشح الأوفر حظاً لتأليف الحكومة الجديدة بتزكية من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ورؤساء الحكومات السابقين، وموافقة الثنائي الشيعي، أي حركة أمل التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري و«حزب الله».

وأديب مقرب من رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي حيث شغل منصب مدير مكتبه، قبل أن يتم تعيينه في عهد حكومة ميقاتي الثانية سفيراً للبنان في برلين. وبتسمية أديب يكون الحريري ورؤساء الحكومات السابقون قد باتوا جزءاً من التسوية، خلافاً للمرة السابقة، حيث امتنعوا عن التسمية، وتم الإتيان بالرئيس حسان دياب لتأليف الحكومة.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن أسماء عدة طرحت لتولي المنصب، بينها عمة الرئيس الحريري النائب بهية الحريري والنائب سمير الجسر والوزير السابق رشيد درباس، غير أن الحريري قال إن «أي واحد من هؤلاء كأنه أنا، ونحن لا نريد دوراً مباشراً». وافادت المعلومات أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يصل بيروت اليوم (الاثنين)، تواصل هاتفيا امس مع رئيسي الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري، واطلع منهما على موافقتهما على التسمية، فيما قالت مصادر في قوى «٨ اذار» لـ«الشرق الاوسط» إن التسوية فرضت بعد إصرار ماكرون على تأليف حكومة توافقية وربطه اي مساعدات للبنان بعملية اصلاح حقيقية. واشارت المصادر الى ان الحريري اقترح ثلاثة اسماء هي رئيس مجلس ادارة شركة الطيران الوطنية محمد الحوت والمدعي العام التمييزي غسان عويدات ومصطفى اديب، فرفض عون الحوت بسبب خلافات سابقة معه، وتحفّظ على عويدات. وقال المصدر ان التسوية غير متكاملة بعد، بحيث أنها اقتصرت الان على اسم رئيس الحكومة، اما شكلها فمتروك للانصالات اللاحقة.

وعلى جدول أعمال ماكرون في بيروت لقاءات سياسية عدّة تبحث في سبل إخراج البلاد من مأزقها السياسي، ودفع الطبقة السياسيّة اللبنانيّة إلى الإسراع في تشكيل حكومة تقوم بالإصلاحات اللازمة.

في هذا الإطار، جدد الرئيس الفرنسي تأييده للجهود المبذولة لتشكيل الحكومة العتيدة، وذلك عبر اتصال مع رئيس الجمهورية ميشال عون، تطرق خلاله إلى زيارته إلى بيروت، والتطورات السياسية الراهنة في لبنان، كما أفادت الرئاسة اللبنانية، أمس. وسيستهل جولته بلقاء مع صاحبة «بحبك يا لبنان» السيدة فيروز، بزيارة لمنزلها، بعيداً عن الإعلام.

وعلى خطّ تشكيل الحكومة، طالب البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، بحكومة «طوارئ مصغرة مع ما يلزمها من صلاحيات لتنهض الدولة من حضيض بؤسها الاقتصادي والمالي والاجتماعي، وتحقق الإصلاحات المطلوبة»، مؤكداً رفضه «التسويات والمساومات على حساب جوهر الكيان اللبناني».

من جانبه، شدّد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، على ضرورة «الإسراع بتشكيل حكومة إنقاذ، حكومة غير مرتهنة إلا لمصلحة اللبنانيين، وغير متمسكة بشرق أو غرب إلا بما يخدم استقرار لبنان، ويحصنه في مواجهة لعبة الإفقار والتجويع، وبدعة الوكالات الحصرية والغرف السوداء المشبوهة»، معتبراً أنّه «من مسؤولية الحكومة الجديدة اتخاذ قرارات مصيرية كبيرة بحجم أزمة البلد، وهذا يحتاج إلى قامات وطنية جريئة تتعامل وتستفيد من أي أحد دون قطيعة مع أحد، وإلا فلبنان سيكون تابعاً وألعوبة بيد من يقرر نجدته».