IMLebanon

الرئيس المكلف يُدرك أن لا ترف للوقت والانتظار

كتبت لينا الحصري زيلع في “اللواء”:  

عشية الاحتفال بمئوية لبنان الكبير احتفل الرئيس المكلف مصطفى اديب بتكليفه رئيسا للحكومة، بمباركة ودعم فرنسي سبق وصول الرئيس مانويل ماكرون بساعات قليلة. وسيدخل الرئيس اديب الى السراي الحكومي كرئيس لمجلس الوزراء، بعد ان كان عمل بها كمدير لمكتب الرئيس نجيب ميقاتي ، لذلك لن يكون اديب غريبا عن اروقة السراي، ولا عن موظفيها، الذين تعاونوا وعملوا معه لسنوات عن قرب، وهو عرف بلياقته وتهذيبه مع كل من تعامل معه عندما كان معاونا لرئيس مجلس الوزراء، كما ان عمله الى جانب الرئيس ميقاتي اكسبه الكثير من الخبرة الحكومية، وفتح امامه المجال لشبك علاقات مع عدد كبير من الاطراف السياسية المحلية والاجنبية، والرئيس اديب عرف ايضا كيف يمكن ان يستثمر وبشكل ايجابي موقعه كسفير للبنان في المانيا، ليثقل علاقاته الدولية حيث شغل اضافة الى كونه سفيرا للبنان البلد العربي الصغير منصب عميدا للسلك الديبلوماسي العربي في برلين، مما يعني ان لدى الرئيس المكلف خلفية سياسية ديبلوماسية جيدة على كافة المستويات، من شأنها دعم عمله كرئيس للحكومة اللبنانية، خصوصا ان تكليفه اتى من خلال غطاء ساسي وديني من طائفته اولا، ومن معظم الطوائف والمذاهب اللبنانية، ولكن يبقى السؤال الاساسي هل سيتمكن اديب من انتشال لبنان من مشاكله وازماته؟

تجيب مصادر سياسية مطلعة بأن العبرة هي في تسهيل تشكيل الحكومة للرئيس المكلف، خصوصا من قبل الاطراف التي سمته في الاستشارات النيابية الملزمة، وهو سيستمع اليوم خلال اللقاءات التي سيعقدها مع النواب والكتل النيابية في عين التينة الى رؤيتها وتصورها لصورة الحكومة المقبلة على ان يجوجل كل ما سيسمعه ويطلع عليها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ليبدأ بعدها بتدوير الزوايا من اجل الاسراع في لتأليف الحكومة، وتمنت المصادر على الرئيس اديب ان يأخذ شخصيا المبادرة لتشكيل فريق عمل انقاذي متجانس وان يصغي الى ضميره دون الاخذ بعين الاعتبار ارضاء الاطراف السياسية التي اتت به، وهو معروف عنه حسب المصادر انه انسان عملي، و يدرك ان لا ترف للوقت والانتظار، خصوصا ان الانظار الداخلية والخارجية ستكون شاخصة  على عمله وانجازاته التي يمكن ان يحققها، وتلفت المصادر الى ان المواقف الدولية التي اعقبت تكليفه كانت واضحة وصريحة بتجديد التأكيد بأن لا مساعدات ولا دعم دولي للبنان اذا لم يتم تشكيل حكومة انقاذية مستقلة ونظيفة تقوم بتنفيذ الاصلاحات الاساسية والضرورية منها، خصوصا ان اموال مؤتمر»سيدر» كما قال الرئيس ماكرون لا تزال تنتظر قيام لبنان باجراء الاصلاحات للاستفادة من هذه الاموال، وتتمنى المصادر ان تلبي الحكومة المقبلة مطالب الشارع المنتفض منذ 17 تشرين الاول على الطبقة السياسية الحاكمة ككل، خصوصا ان من شأن هذه الحكومة التحضير لاجراء الانتخابات النيابية المقبلة، وترى المصادر الى ان كل المعطيات تؤكد على ان هناك نوايا حقيقية دولية لتقديم الدعم للبنان، شرط ان يبدأ هو بمساعدة نفسه اولا ،خصوصا ان المرحلة الراهنة هي من اكثر المراحل التي يمر بها البلد صعوبة، ان كان على الصعيد السياسي او على الصعيد المالي-الاقتصادي.

من هنا ، فإن المصادر تدعو الى انتظار وضوح مواقف الاطراف السياسية من موضوع تشكيل الحكومة بدءاً من اليوم، خصوصا انهم اصبحوا على يقين ان الاوضاع الداخلية اصبحت في قعر الهاوية، ولم يعد هناك من وقت لاضاعته بوضع الشروط والشروط المضادة، والاولوية اليوم هي العمل لانقاذ البلد الذي لديه فرصة اخيرة عليه استغلالها والاستفادة من الدعم الدولي له.

ودعت المصادر الجميع للعودة الى ضمائرهم، واعطاء الفرصة للرئيس المكلف للاتيان باشخاص يملكون الكفاءة اللازمة والحيادية وان يكون له فريق متجانس كما هو مطلبه الذي اعلنه في اول تصريح له عقب تكليفه من اجل اجراء الاصلاحات الاساسية  المطلوبة دوليا باسرع وقت ممكن، وطلبت المصادر وضع مصلحة البلد فوق اي اعتبار،خصوصا ان هناك مظلة دولية لا سيما فرنسية على الرئيس المكلف يمكن الاستفادة منها اذا سهلت جميع الاطراف السياسية تشكيل الحكومة