IMLebanon

مؤتمر رفض التطبيع في لبنان خطأ في التوقيت والهدف!

فيما كان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يتابع جولة لقاءاته “التأديبية – التنويرية” مع المسؤولين السياسيين عن “خراب لبنان” في قصر الصنوبر مساء امس، وصل الى بيروت رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس ” إسماعيل هنية مع  وفد من قيادات الحركة، وفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي للحركة في لبنان. وبحسب البيان، تأتي الزيارة في إطار الاستعدادات والتحضيرات لعقد اجتماع الأمناء العامين لفصائل العمل الوطني الفلسطينية، غداً الخميس، في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله للأمناء وأعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة فتح داخل فلسطين، وفي مقر السفارة الفلسطينية في العاصمة اللبنانية بيروت للأمناء العامين الموجودين خارج فلسطين.

الزيارة الفلسطينية التي تهدف في جانب منها الى محاولة توحيد الصف الفلسطيني في مواجهة التطبيع مع اسرائيل الذي انطلق مع الدول العربية بدءا من الامارات، وسط خشية من ان تكر السبحة تباعا، وصولا الى فرض صفقة القرن، مرحب بها ما دامت تخدم قضية انسانية عربية. بيد ان غير المستحب في الزيارة التي تشمل لقاءات مع كبار المسؤولين في الدولة اللبنانية، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ” المركزية” هو اللقاء المنوي عقده في الساعات المقبلة بين الضفة الغربية ولبنان تأكيدا على انتصار محور الممانعة. وتسأل عن سبب اختيار لبنان لمؤتمر مماثل في توقيت خاطئ، حيث لم تستفق بيروت بعد من زلزالها المدمر والبلاد على شفير الانهيار، لا تنقصها نكبات العرب ولا مؤتمراتهم التي نالت حصتها واكثر في مسار الدفاع عنها. وتسأل اذا كانت حركة حماس راغبة في عقد المؤتمر التوحيدي لقضية فلسطين المحقّة فلمَ لم تختر احدى قلاع صمود محور الممانعة كسوريا او ايران مثلا او حتى قطر، عوض اقحام لبنان في اتون صراعات الاقليم المدمّرة، وهو في حال تدمي القلوب.

واذ تؤكد ان بيروت تكاد تكون اكثر العواصم العربية تأييدا ودعما للوحدة الفلسطينية وحق العودة نظرا لانعكاسات خطوة مماثلة ايجابا عليها، بعدما دفعت اغلى الاثمان جراء النكبة الفلسطينية على مختلف المستويات، تشير الى ان توقيت المؤتمر في هذه اللحظات الصعبة من تاريخ لبنان يثير الشك والريبة، اذ يهدف في احد جوانبه الى تأكيد تموضع لبنان في محور المقاومة والممانعة، فيما هو يناضل للبقاء على قيد الحياة، ساعيا الى تحييد نفسه عن المحاور ومتطلعا الى اعتماد سياسة الحياد الايجابي التي يعمل لتحويلها الى واقع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، كأحدى خشبات خلاص لبنان، فيما يعارض المشروع من دون وجه حق محور الممانعة ومن يلف لفيفه في لبنان لمصلحة محوره.

واذا كان لبنان بأسره يؤيد القضية الفلسطينية ويرفض تهويد القدس والسياسات الدافعة في هذا الاتجاه فإنه يرفض في الوقت نفسه، لا سيما من يتطلع من اللبنانيين الى اعادة بناء الدولة المنهارة، استمرار محاولات تصويره في قلب المحاور المناهضة للدول التي تعمل على انقاذه وتكاد تكون امله الوحيد في اعادة الوقوف على رجليه عبر مساعداتها في مؤتمرات الدعم الدولي، التي ستشهد محطة جديدة في تشرين المقبل، بحسب ما وعد الرئيس ايمانويل ماكرون، اذا ما اثبت المسؤولون جدية في وضع قطار الاصلاحات على السكة بعد تشكيل الحكومة. فهل من يعقدون المؤتمر الفلسطيني او من يقفون خلفهم، يتطلعون الى نسف مهمة ماكرون الانقاذية ونسف مبادرة البطريرك الماروني واي مسعى قد ينقذ لبنان لمصلحة ابقائه ساحة مواجهة وحيدة في المنطقة لمصلحة المحاور الهدّامة؟ الجواب برسم المسؤولين اللبنانيين، المفترض ان يدركوا ان بلدهم نال حصته من صراعات الاخرين ودفع اغلى الاثمان وآن الاوان ليفكروا بمصلحته ولو لمرة، ويضعونه فوق كل الاعتبارات الاخرى، تختم المصادر.