IMLebanon

لغم “المالية” أول هدية من بري وباسيل إلى أديب؟

لم يكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يستقل الطائرة من بيروت إلى بغداد، حتى عاد بعض أطراف الداخل إلى المتاريس السياسية المعهودة، عندما يتعلق الأمر بتقاسم المغانم والنفوذ على أساس طائفي أولا. مع العلم أن أصواتا عدة علت في الأيام الأخيرة للمطالبة بالدولة المدنية. ذلك أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري أثار هذا المطلب مجددا في خطابه في ذكرى اختطاف الامام السيد موسى الصدر. وفي وقت لا يشك أحد في العلاقة السياسية الوطيدة بين بري وحزب الله، في الشكل على الأقل، انسحب رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد من الغداء الرئاسي على شرف ماكرون، بفعل تقديم النبيذ إلى المدعوين.

وغداة الحدثين، وعلى وقع انطلاق قطار تشكيل الحكومة، قفز عضو كتلة التنمية والتحرير أيوب حميد بعيدا فوق طموح بري في قيام دولة مدنية ليعيد إلى الواجهة مسألة التوقيع الشيعي الثالث على المراسيم من باب وزارة المال. وفي ذلك فتح مبكر لمعركة وزارة المال المصنفة سيادية، بين بعبدا وعين التينة وميرنا الشالوحي. ذلك أن بري كان صرّح في بداية عهد الرئيس ميشال عون أن وزارة المال ستبقى في يد حركة أمل طيلة الولاية الرئاسية، وهي قاعدة لم تشذ عنها الحكومات الثلاث التي شكلت في خلال هذا العهد.

على أن الأهم يكمن في أن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل التقط هذه الاشارة سريعا، فطرح مبدأ المداورة في الوزارات، مع العلم أن التيار احتفظ لسنوات طوال بحقائب مهمة كالطاقة وسيادية كالخارجية، في ختام معارك حكومية ضارية.

غير أن مستشار باسيل أنطوان قسطنطين أكد لـ”المركزية” أن “التيار الوطني الحر دأب منذ شهر على تأكيد أنه سيسهل عملية التأليف، وهو لا يزال عند هذا الموقف”، لافتا إلى أن “مفهوم التسهيل يعني ألّا نطلب لأنفسنا شيئا وأن نسير بما يتفق عليه الجميع”.

وإذ رفض التعليق على كلام النائب أيوب حميد، جدد التأكيد “أننا قلنا إننا لا نريد أن نشارك في الحكومة، كما لم نشارك في الحكومة السابقة مع العلم أن دعم توزير اختصاصيين كوزير الطاقة ريمون غجر لا يعني أننا حاضرون في التوليفة الحكومية”.

غير أنه أوضح، في المقابل، أن “الحكومات لا تتشكل من العدم، بل من واقع موجود. وهي بعد تأليفها ستطلب ثقة مجلس النواب المؤلف من كتل”، مشيرا إلى “أننا تكتل كبير ولنا الحق في المشاركة أو عدمها، ولا أحد يستطيع أن يجبرنا على شيء”.

أما في ما يخص اللقاء الذي جمع باسيل بماكرون مساء الثلثاء في قصر الصنوبر على هامش الاجتماع الموسع مع رؤساء الأحزاب، أشار إلى “أننا قدمنا ورقتنا الاصلاحية، شأننا في ذلك شأن الآخرين، وقد تعبنا ونحن نتكلم في ما قاله الرئيس الفرنسي، ولم يكن أحد يصدقنا لكننا لن نحزن إذا أتى الاصلاح على يد غيرنا. المهم أن ينجز”.