IMLebanon

الى رؤساء الحكومات السابقين: لا تتخلّوا عن دعم اديب

لم تنتهِ مهمة رؤساء الحكومات السابقين بتسمية الرئيس المكلّف مصطفى اديب لتشكيل الحكومة الجديدة، ما يعني حكماً توفير الغطاء السنّي له على عكس الرئيس حسّان دياب، وانما ستتواصل لتأمين النجاح لمهمة صعبة جداً ومحفوفة بالمخاطر، لاسيما وان المولج بها يدخل حديثاً الى نادي رؤساء الحكومات بدعم داخلي وخارجي.

وتنقل اوساط سياسية لـ”المركزية” عن رؤساء الحكومات السابقين “ان دورهم الحالي في انجاح مهمة الرئيس المكلف وتوفير الغطاء السنّي والسياسي له وتجنّب الوقوع في تجربة سلفه الرئيس دياب الذي وصل الى السراي الحكومي “عارياً” من الغطاء السنّي السياسي والشعبي. لذلك، يسعى هؤلاء، الى “احتضان حالة اديب من خلال العمل لانجاح المبادرة الفرنسية التي قادت الرئيس ايمانويل ماكرون الى لبنان، لانها تعوّم الحالة السيادية من خلال اخذ مباركة المكوّن السنّي الذي يُمثّله رؤساء الحكومات واستطراداً دار الفتوى، وتلتف على محور الممانعة الذي استعجل التحرك في مقابل “الحجّ” الدولي الى بيروت عبر وصول رئيس المكتب السياسي لـ”حركة حماس” اسماعيل هنية الى لبنان واستقباله في صالون الشرف في مطار رفيق الحريري الدولي قبل ان يجول على المسؤولين السياسين في اشارة الى ان لبنان تحت نفوذ محور الممانعة الذي تقوده ايران وان على المجتمع الدولي عامةً، وفرنسا خاصة التعاطي معه على هذا الاساس”.

ولا يمكن في الاطار تجاوز المواقف اللافتة التي اطلقها هنية من مخيم عين الحلوة مهدداً اسرائيل من الاراضي اللبنانية، وهو ما يتعارض تماماً مع المبادرة الفرنسية التي تدعو الى الالتزام بسياسة النأي بالنفس وعدم زجّ لبنان في صراعات اكبر من حجمه.

على اي حال، توضح الاوساط السياسية “ان رؤساء الحكومات يعملون على بلورة صورة مستقلّة للرئيس المكلّف، لا صورة التبعية التي احاط بها الرئيس دياب نفسه بها. فتقديم الدعم للرئيس اديب من خلال مساعدته على نزع الالغام امامه سيؤدي الى تثبيت مشروع لبنان الدولة المستقلّة الخارجة عن لعبة المحاور وسيطرة النفوذ الايراني”.

الرئيس اديب برأي الاوساط “اتى من ضمن مبادرة فرنسية تحظى-كما يبدو حتى الان بمباركة دولية. ونجاح المبادرة الفرنسية من نجاح مهامه. فإذا فازت في امتحان استعادة لبنان سيادته واستقلاله وقراره الحرّ وانقذته من الانهيار وحمته من الزوال، فان النجاح سيكون من نصيب الرئيس اديب سنّياً والرئيس ماكرون انتخابياً. كما ان نجاح المبادرة الفرنسية سيحوّل باريس الى لاعب اقليمي في المرحلة المقبلة، خصوصا في سوريا ويعزّز موقعها في مواجهة المد التركي في البحر الابيض المتوسط الذي يهدد امن اوروبا”.

وتشير الاوساط السياسية الى “ان هناك فرصة دولية متوفرة للبنان لا بد من اقتناصها لانقاذه، لذلك على رؤساء الحكومات السابقين تحديداً ان يكونوا الرافعة للرئيس المكلّف كي يمضي في مهمته فيُشكّل حكومة تُشبهه. حكومة مستقلّة تضمّ وزراء من اصحاب الاختصاص والكفاءة، وان يكونوا الى جانبه في كل خطوة يُقدم عليها، لان ايصاله الى محطة التكليف ليس كافياً، بل عليهم مواكبته حتى يدخل السراي الحكومي ويبدأ تنفيذ برنامج العمل المطلوب منه، والا فان مصيره سيكون مشابهاً للرئيس دياب، والبلد الى مزيد من التدهور والانهيار”.