IMLebanon

ملف أمونيوم “الحزب” في ألمانيا يُفتح مجدداً!

كتبت راغدة بهنام في صحيفة “الشرق الأوسط”:

بعد اعتراف المخابرات الألمانية، الشهر الماضي، بعثورها على مخازن تحوي مادة نترات الأمونيوم في جنوب البلاد، والاشتباه بتورط «حزب الله» بتخزينها، أعاد نواب ألمان في ولاية بادن فورتمبيرغ فتح الملف، ليطالبوا بمعلومات إضافية حول الخطوات التي تلت اكتشاف هذه المادة، وسبب السماح بتخزينها ونقلها «من دون إزعاج».

وبعد طلب تقدم به النواب، الشهر الماضي، لوزارة الداخلية في الولاية، للكشف عن تفاصيل إضافية، عاد وزير الداخلية في ولاية بادت فورتمبيرغ، توماس شتروبل، ليكرر ما جاء في تقرير المخابرات الألمانية. وتحدث عن الكشف عن تخزين ما يسمى «الحزم الباردة» التي تحتوي على مادة نترات الأمونيوم، من بين مواد أخرى، في مخزن في الولاية، لكنه أضاف أن هذه المواد تم نقلها خارج البلاد عام 2016. وأشار إلى أنه لا مؤشرات تدل على علاقة بين مخزون نترات الأمونيوم هذا وذاك الذي انفجر في بيروت في 4 آب الماضي.

وفي نيسان الماضي، عندما أعلن وزير الداخلية الألماني، هورست زيهوفر، حظر «حزب الله» في ألمانيا، وتصنيفه إرهابياً، تناقلت صحف إسرائيلية خبر إبلاغ المخابرات الإسرائيلية للمخابرات الألمانية بوجود مخزن لـ«حزب الله» في جنوب ألمانيا يخزن فيه نترات الأمونيوم. وبحسب تلك الصحف، فقد تصرفت الداخلية الألمانية بناء على هذه المعلومة لحظر «حزب الله».

وحتى الآن، ترفض المخابرات الألمانية ووزارة الداخلية الفيدرالية والمحلية إعطاء مزيد من التفاصيل حول القضية. والشهر الماضي، رد مكتب الوزير شتروبل على سؤال تقدمت به إحدى القنوات لمكتبه عن صحة الأمر، ليقول إنه «وفقاً للمعلومات الواردة من مكتب الدولة لحماية الدستور (المخابرات الداخلية)، فإن العملية المعنية تمت معالجتها من قبل السلطات الفيدرالية المسؤولة. كما أن مكتب الشرطة الجنائية بالولاية ليست لديه نتائج أخرى أو نتائج خاصة به».
ولكن نواباً من حزب الليبراليين المعارض في الولاية رفضوا قبول أجوبة الوزير، وعادوا ووجهوا سؤالاً له الشهر الماضي. وجاء رده ليؤكد أن المخزن كان بالفعل موجوداً، ويضيف أن «حزب الله» الذي تم حظره في ألمانيا في أبريل (نيسان) الماضي ما زال ناشطاً في الولاية.

وقال شتروبل، بحسب صحيفة «شوابيشيه» التي نقلت رده على سؤال النواب: «على الصعيد الوطني، هناك أكثر من ألف عنصر من الدائرة المقربة من (حزب الله)، 75 منهم في ولاية بادن فورتمبيرغ، يدعمون التنظيم مادياً وفكرياً». وأشارت الصحيفة إلى أن «بعض الشيوخ اللبنانيين تتم دعوتهم للمشاركة في صلوات وإلقاء خطب ومحاضرات في منظمات في ولاية بادن فورتمبيرغ، ويتم جمع تبرعات خلال هذه المناسبة».

ولم ترض المعارضة بإجابة الوزير تلك وعدتها غير كافية، وطالبته بإجابات إضافية حول كثير من الأسئلة. ونقلت صحيفة «شوابيشيه» عن رئيس الكتلة النيابية لحزب الليبراليين في البرلمان المحلي، هانس أولريش رولكيه، قوله: «أمر مدهش! كيف تمكن إرهابيو (حزب الله) من تخزين مادة نترات الأمونيوم شديدة الانفجار في بادن فورتمبيرغ، ومن ثم إخراجها من البلاد من دون أن يتعرضوا لأي إزعاج؟». وقال النائب إن على وزير الداخلية الآن أن يجيب عما إذا كان يعلم بالمسؤولين عن تخزين ونقل هذه المواد، وما العواقب التي ترتبت على ذلك.

ودعا النائب المعارض وزارة الداخلية في الولاية إلى «التصرف، ومنع منظمات مرتبطة بـ(حزب الله) من دعوة شيوخ ينشرون الكراهية لإلقاء خطب في بادن فورتمبيرغ، وجمع أموال لأهداف إرهابية».

وعلق كذلك على تصريحات الوزير، النائب المعارض من الحزب نفسه نيكو فاينمان بالقول إن هناك كثيراً من الأسئلة بحاجة إلى أجوبة الآن، مثل: «متى علمت السلطات بتخزين نترات الأمونيوم؟ ولماذا لم تمنع نقلها؟». وأضاف أنه على وزير الداخلية أن يجيب كذلك عن سؤال يتعلق بمدى إمكانية تخزين مزيد من هذه المادة في المستقبل في ألمانيا، أو وجودها حالياً لاستخدامها «لأغراض إرهابية».

وكان فاينمان قد أعلن، الشهر الماضي، أن نواب حزبه (الليبراليين الأحرار) قدموا سؤالاً لوزير الداخلية في الولاية حول نشاطات «حزب الله» في بادن فورتمبيرغ، وحقيقة تخزينه للمادة الشديدة الانفجار في ولايتهم. وقال الحزب حينها، في بيان: «لو كان صحيحاً أن مؤيدي (حزب الله) كانوا يخزنون مادة لأهداف إرهابية في ألمانيا، فهذا يكون نوعاً جديداً من التهديد الإرهابي».

وأضاف البيان: «نتوقع من وزير الداخلية شتروبل أن يقدم تفسيراً شاملاً حول المعلومات التي كانت متوفرة لوزارته، وما الخطوات التي اتخذها أو أوقفها؛ عدم التصرف في هذا الموضوع غير مقبول بالنسبة لنا».

وترفض المخابرات الألمانية إعطاء أي تفاصيل حول الأمر، وتقول إنه موضوع يتعلق بالأمن القومي، ولذلك لا يمكن الحديث عنه. وفي تقريرها السنوي لتقييم المخاطر الإرهابية في عام 2019، وقد نُشر قبل بضعة أسابيع، تقول المخابرات الألمانية إن أكثر من ألف عنصر من «حزب الله» ناشط في ألمانيا، وإن هؤلاء ينشرون أفكار الحزب، ويجمعون الأموال له. وكان هذا التقييم للعام الذي سبق حظر الحزب في نيسان الماضي.