IMLebanon

بين لبنان والعراق… وحدة مصير ومسار ومصطفى؟

بين العراق ولبنان أوجه شبه كثيرة سياسية واقتصادية واجتماعية، رغم أن الأول يملك ثروة طبيعية ونفطية والثاني لا يملك شيئًا من الثروات والبلدان يعيشان تحت خط الفقر ولهما باع طويل في الفسادين السياسي والمالي والمحاصصة في إدارات ومؤسسات الدولة، وينقسم العراق على الطريقة اللبنانية إلى طوائف ومذاهب حتى أن المعاناة واحدة من الماء الى الكهرباء رغم ما يحيط البلدين من أنهار وينابيع، كما أن البلدين يخضعان للنفوذ الايراني من خلال “حزب الله” في لبنان والحشد الشعبي في العراق… ما دفع الشعبين الى الانتفاض على الحكم والحكام والثورة في وجه الظلم. فهل ينبلج فجر جديد في كلا البلدين مع ترؤس مصطفى الكاظمي رئاسة الحكومة العراقية وتكليف مصطفى أديب تشكيل الحكومة اللبنانية؟

مصادر سياسية مطلعة أكدت لـ”المركزية” أن العراق يشبه لبنان الى حدّ كبير، وقد تكون هذه احد الاسباب التي دفعت الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى زيارتهما تباعًا. فالكاظمي يحاول القيام بتوازن اميركي ايراني، وعربي ايراني مع السعودية، وفي لبنان الامر نفسه، متمنية “ان يكون مصطفى اديب مثل مصطفى الكاظمي قادرا ان يقوم في لبنان بالخطوات نفسها التي يقوم بها رئيس الحكومة العراقية”، لافتة الى “ان النية متوفرة عند مصطفى اديب ولكن هل هو قادر على هذا؟ هل هو قادر ان يكسر نفوذ “حزب الله” وايران، خاصة “حزب الله” عبر الوساطة الفرنسية القائمة. وكم سيكون الدور الفرنسي في لبنان فاعلا لدرجة يستطيع من خلاله تقليص نفوذ “حزب الله”.

ورأت المصادر “ان ماكرون واقعي وعملي فلو أعلن انه لا يعترف بحزب الله، فسيدير له الأخير ظهره. وهو على نقيض الاميركيين الذين يريدون عزل حزب الله”. وسألت: “لكن هل اميركا قادرة على نزع سلاح حزب الله وتقليص نفوذه؟ وهل هي قادرة على منع حزب الله من المشاركة في السلطة السياسية في الحكومة؟ لا اعتقد ذلك”.

واوضحت المصادر “ان الفرنسيين يتعاطون مع هذه القضية من توجه آخر”، معتبرين “ان حزب الله له ممثلون في المجلس النيابي، له قاعدته الشعبية ومناصروه وان الشعب انتخبه ولديه دور يلعبه في الداخل اللبناني، إنما يريدونه ان ينضبط ضمن المعادلة السياسية القائمة والا يسيطر على البلد والمرفأ والمطار والمعابر البرية مع سوريا وان يدفع الجمارك، يحاولون استيعاب حزب الله وليس معارضته او تقليص دوره، لأنه الحل الوحيد لتحجيمه، وفي حال لم ينتخبه الشعب فلكل حادث حديث. وليس التناقض الكلي معه كما يفعل الاميركيون”.

ولفتت المصادر الى “ان المقاربة اللبنانية العراقية شبيهة ببعضها، لكن الكاظمي في العراق لديه دور فاعل ودعم ونفوذ اقوى حيال التدخل الايراني”، مشددة على ان العراقيين مثل اللبنانيين يعانون من النفوذ الايراني، الا انه اقوى في العراق، حيث ان الايرانيين جيرانهم ويستغلونهم ابشع استغلال ماديا وسياسيا وينهبون ثرواتهم النفطية ويفرضون عليهم حكومات واجندات… فجاء الكاظمي وقال “لا للنفوذ الايراني”، مؤكداً ان ايران مرحب بها كجارة لكن على العراق ان ينفتح على الدول العربية وعلى الغرب والولايات المتحدة.

وأكدت المصادر “ان الكاظمي استطاع ان يحقق بعض الانجازات على الصعيد السياسي، طلبها من ماكرون وتمكن على صعيد العلاقات التجارية والاقتصادية الانفتاح على الدول العربية والغرب، كما وجّه تعليمات لرفع الإشارة الى مذاهب المواطنين من الوثائق الرسمية. لبنان يريد ذلك ولكن هل يستطيع؟ ننتظر الحكومة…