IMLebanon

“سايكس بيكو” أميركي-روسي: لبنان في قلب التغيير!

قد تكون زيارة الوفد الروسي “الرفيع المستوى” إلى دمشق الأسبوع الماضي الذي ضمّ نائب رئيس مجلس الوزراء يوري بورسيف ووزير الخارجية سيرغي لافروف بالاضافة الى عسكريين واقتصاديين، الأهم منذ “النجدة” الروسية العسكرية للنظام، ذلك انها تأتي على وقع تطورات كبيرة تشهدها المنطقة بدءاً من ليبيا والعراق، مروراً بسوريا وصولاً الى لبنان.

فالوفد الروسي الذي حطّ في سوريا قبل ساعات من وصول لافروف في زيارة هي الثانية له منذ ثمانية اعوام، كان سبقه حراك متصاعد في الملف السوري دبلوماسياً، إذ شهد الأسبوعان الماضيان لقاءات بين ممثلي الإئتلاف الوطني المعارض وعدد من مسؤولي الدول المؤثرة في الملف السوري، بينهم مبعوثو الإدارة والخارجية الأميركية، ومبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا، وعُقدت هذه اللقاءات في جنيف وأنقرة. كما اتت زيارته بعد أيام من زيارة وفد من الإدارة الذاتية الكردية إلى موسكو، بحث خلالها مع القيادة الروسية ملفات سياسية واقتصادية تتعلق بمشاركة الإدارة في العملية الدبلوماسية حول سوريا.

هذا الحراك الدولي بإتّجاه سوريا، لاسيما الزيارة الروسية الى دمشق وضعته اوساط دبلوماسية عربية عبر “المركزية” في سياق “مواجهة الرئيس بشار الاسد بالحقائق الصعبة التي تبدأ بوضع خريطة طريق لحل للازمة سواء الدستورية او القانونية من خلال تحديد مواعيد الانتخابات النيابية والرئاسية السنة المقبلة والاتفاق النهائي مع الاسد، بحيث يمكنه في ضوء ذلك وفي حال حصول التفاهم النهائي والتزام الاسد بما هو مطلوب منه للبقاء ان يترشح للانتخابات الرئاسية الجديدة”.

وكشفت الاوساط “ان اطار التسوية السورية هي حلقة من بازل اتّفاق اميركي-روسي حول توزيع النفوذ في المنطقة يُمكن تسميته بـ”سايكس بيكو” جديد يحافظ على حدود دول المنطقة على ان يتناول التغيير الانظمة داخل الحدود الدولية لهذه الدول. وتبين وفق الاوساط “ان لبنان والعراق هما من حصة اميركا وسوريا من حصة روسيا ولا نفوذ لايران في الشرق الاوسط، بل ان دورها باتجاه الشرق الاقصى اي افغانستان وباكستان والصين”.

ولفتت الى “ان هذا الاتفاق يفرض تزامن الحلول السياسية للازمات في المنطقة. من هنا يزداد الضغط الاميركي ومعه الروسي من اجل تسريع الحلول في كل من العراق، سوريا ولبنان”.

بالنسبة للبنان، تنقل الاوساط عن زوّار العاصمة الروسية، ان موسكو تضغط إنطلاقاً من علاقاتها بالفريق السياسي الموالي لسياستها في المنطقة من اجل تشكيل حكومة وفي اسرع وقت لانقاذ لبنان والا دخل في مرحلة الانهيار والزوال كما قال وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان. عندها تكون كل الاحتمالات واردة.

وبناءً على ذلك، توقّعت الاوساط ان يبتّ موضوع الحكومة خلال اسبوع ووفق المهلة التي حددها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون”. وبررت نقلاً عن زوّار موسكو عدم زيارة اي مسؤول روسي لبنان بعد انفجار المرفأ وحتى الان “لتجنّب التشويش على المبادرة الفرنسية والحراك الاميركي واعطاء اي تفسير خاطئ لاي خطوة. وتؤكد ان مسؤولا روسيا رفيعا سيزور لبنان بعد تشكيل الحكومة”.