IMLebanon

“أورا”: لتطبيق الحياد الإيجابي الفاعل

رأى اتحاد “أورا” الذي يضم كلا من الجمعيات: “لابورا”، “الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان”، “أصدقاء الجامعة اللبنانية” و”نبض الشباب” أنه “في ظل الأحداث التي يعيشها المجتمع اللبناني منذ ما يقارب السنة، من مظاهرات شعبية متعددة في جميع المناطق احتجاجًا على الأوضاع السياسية والاقتصادية المتدهورة، وبصورة غير معهودة في تاريخ لبنان الحديث، إلى الانفجار شبه النووي الذي ضرب وسط العاصمة بيروت وما نجم عنه من دمار وخسائر في الأرواح والممتلكات هزت مشاعر العالم كله، لاسيما وأن هذه الأحداث تلتقي مع الذكرى المئوية الأولى لتأسيس دولة لبنان، الأمر الذي سيحملنا إلى التأمل في مصير لبنان، ويوجب على الجميع إعادة نظر جذرية في الكثير من مواقفنا وسياساتنا حيال وطن الرسالة والنموذج في التعددية والحرية للعديد من بلدان الشرق والغرب”.

ورأى الاتحاد، في بيان، “على الصعيد السياسي والوطني أنه أصبح من غير المعقول والطبيعي أن تستمر عندنا طبقة متحكمة بمرافق الدولة ومؤسساتها منذ أكثر من ثلاثة عقود، بما يشبه التوارث الإقطاعي الذي أدى إلى تفريغ الدولة من روحها الوطنية، كما من أرصدتها المالية والإقتصادية، وقضى على مختلف أدوارها في خدمة المواطنين. لذلك لا يسع اتحادنا إلا أن يعلن مجددا موقفه من أجل الإسراع في تحقيق التغيير والإصلاح، وذلك من خلال ذهنية جديدة تعتمد الاختصاص والكفاءة والشفافية، والأهم القدرة على المحاسبة، وتنبذ التبعية والتغطية الطائفية للفساد، وتجدد الطبقة السياسية والاحزاب، بما يوازي طموحات شبابنا وطروحاتهم المتقدمة والمتطورة”.

وحول موضوع الدولة المدنية قال الاتحاد: “لقد تلقينا إعلان رئيس الجمهورية ميشال عون في إطار حديث تلفزيوني حول المباشرة بإقامة الدولة المدنية بكثير من الإرتياح”. ورأى فيه “مؤشرا من مؤشرات الأمل والرجاء، للانتقال، في مناسبة المئوية الأولى للبنان الكبير، إلى ولادة جديدة للوطن اللبناني، على قاعدة مدنية غير طائفية، يكون فيها الولاء للبنان أولا، لا إلى مرجعية أخرى خارج الحدود، أو خارج الإرادة اللبنانية الجامعة الواحدة في إطار مختلَف مؤسساته السياسية والاجتماعية والأمنية، مع التشديد على ان طرح الدولة المدنية يتطلب اجماع وطني يحافظ ويضمن خصوصية العائلات الروحية، ويؤسس لمجتمع مدني متحرر من القيود الطائفية الادارية والسياسية”.

وأعلن أنه “ينظر إلى مواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، والتي صدرت عنه في الآونة الأخيرة في ما يتعلق بهوية لبنان ودوره ورسالته، وبخاصة لجهة سياسة الحياد الإيجابي الفاعل نظرة تقدير، ويرى فيها تعبيرا عن بعد نظر”، آملا من “جميع اللبنانيين النظر إلى هذا الطرح من وجهه الإيجابي الذي من شأنه أن يؤكد أمام العالم كله، الصورة العالمية للوطن الصغير ورسالته السلمية التي تتوضح؛ يوما بعد يوم في نظر العالم المتحضر، مقابل صورة الأنظمة السياسية القائمة على الأحادية وعدم تقبل الآخر في ما يعني حقوق الإنسان العالمية”.

ودعا الاتحاد “جميع ابناء الوطن لمناقشة هذا الطرح والتوافق على آلياته الضرورية، بما يحفظ حقوق لبنان وسيادته، والمضي قدما نحو المجتمع الدولي ليصبح نافذا ومقرا به من الجميع”.

وتوجه إلاتحاد “إلى ضمير أبناء الشرق، حيث يتضاءل الوجود المسيحي يوما بعد يوم، بفعل سياسة الأنظمة السياسية الأحادية وحيث يجري أحيانًا طمس ما تبقى من معالم حضارية وبشرية كما يجري حاليا في تركيا، إلى الحفاظ على هذا الوجود كجزء من سياسة الحفاظ على الأقليات الإسلامية في الدول الغربية، والتي قد تتعرض إلى ردود فعل مماثلة”.

كما عبّر عن قلقه جراء “الانقسامات والمشاحنات التي غالبا ما تقع بصورة عامة، ولاسيما منها في الظروف الراهنة بين أقطاب الأحزاب والتيارات السياسية المسيحية، غير آخذة بالاعتبار أخطار القنوط واليأس التي قد تحدثها في نفوس مناصريهم وأبناء طوائفهم، الذين بسبب ضيق الآفاق وانقطاع الآمال قد يجدون أنفسهم مدفوعين طوعا إلى طريق الهجرة البعيدة، سعيا وراء أوطان آمنة وأنظمة توفر لأبنائهم وأحفادهم المستقبل الآمن والحياة الكريمة، وكأننا بتنا نهوى الدمار الذاتي، ولسنا بحاجة لأعداء من الخارج”.

ورأى أن “الصراع الدائم على السلطة يبيح المحظورات ويتخطى الخطوط الحمر، الواجب الوقوف عندها حفاظا على ما بقي لنا وتأسيسًا لمستقبل أفضل لشبابنا والانسان في وطننا، اننا نتغنى بالحرية ونسيئ استعمالها، اننا نتباها بالرقي والتطور ونتصرف كأولاد غير مسؤولين، نحاضر بالديموقراطية ولا نقبل الحوار والرأي الآخر، نزايد بالعلم والمعرفة وننقاش بالسخافات وبالحجج المعلبة دون وقائع ومعطيات”.

وتابع: “نطلق صرختنا هذه علها تردع من يستسهل تأسيس الحروب الداخلية وقتل المستقبل وتهجير الطاقات، وندعو كل الخيرين للتكاتف والتضامن لمحاربة اعداء الداخل وتصويب البوصلة نحو مجتمع واعي مثقف ورؤيوي، يميز بين الصح والباطل وما يفيد مستقبل وطننا وما يضره ولا يراهن فقط على مسؤول نضيف بل على محاسبة مسؤولة تقاضي الكبير والصغير دون اعتبارات أو تدخلات.”

وأكد “أهمية دور ورسالة وسائل الإعلام في مثل هذه الظروف السياسية والاجتماعية الحساسة من تاريخ لبنان الكبير، ولاسيما منها الإعلام الإلكتروني حيث بات بإمكان كل فرد ومواطن أن يكون إعلاميا”،مضيفًا:”كما يهم اتحادنا أن يذكر بأن للكلمة أحيانا مفعول الرصاصة القاتلة. لذلك يدعو الجميع إلى التقيد بأصول المخاطبة والكتابة، للحد من تفاقم موجات الكراهية والعنف تجاه الآخرين، في زمن يعيش فيه جميع اللبنانيين أجواء عابقة بالغيوم الداكنة، بعيدا عن صفاء السلام والمحبة التي دعانا إليها أمير السلام القائل: “طوبى لفاعلي السلام، فإنهم أبناء الله يدعون” .

وفي الختام، دعا الاتحاد “الى الصمود والتمسك بالارض، الوطن وقبول التحدي بمواجهة المخاطر والاشرار، والسعي لبناء وطن يحفظ الاجيال القادمة ورفض الاستسلام والخنوع والهروب الى الخارج، “قولوا الحق والحق يحرركم”.