IMLebanon

ضغط واشنطن “نسف” مبادرة باريس؟

ارتدّت التصريحات والمواقف التي صدرت في الاونة الاخيرة من اكثر من مسؤول في الادارة الاميركية عن منطقة الشرق الاوسط وعن لبنان على المبادرة الفرنسية، فوضعتها على شفير السقوط بإنتظار نتائج المشاورات والاتصالات التي اعطتها فرصة 24 ساعة جديدة مع دخول الاستخبارات الفرنسية على خط هذه الاتصالات والاتفاق على تأجيل الموعد الذي كان مقرراً اليوم لزيارة الرئيس المكلّف مصطفى أديب بعبدا ولقاء رئيس الجمهورية ميشال عون.

واتّخذت مواقف المسؤولين الاميركيين طابعا تصعيدياً ورسالة قوية للاطراف اللبنانيين عامة وللجانب الفرنسي خاصة عنوانها لا علاج للأزمة اللبنانية دون مقاربة موضوع سلاح حزب الله الذي يُعيق كل المبادرات الاصلاحية.

وليس ادلّ الى التصعيد الاميركي من الموقف الاخير لوزير الخارجية مايك بومبيو لاذاعة فرنسية امس بدعوته فرنسا الى الكفّ عن سياسة التفريق بين الجناح العسكري والجناح السياسي للحزب، فكلاهما يخدمان التنظيم الارهابي ومشاريعه الاقليمية. وكان سبقه في هذا الموقف مساعده السفير ديفيد شينكر معلناً عن رزمة عقوبات جديدة ستصدر ضد الداعمين لـ”حزب الله”.

اوساط سياسية متابعة اعتبرت عبر “المركزية” “ان المواقف الاميركية تجاه لبنان رسالة الى جهات اقليمية تستخدم البلد ساحة نفوذ ومسرحاً تُطلق منه رسائل بأبعاد مختلفة خدمةً لمشروعها القائم في المنطقة”.

والى جانب الجهات الاقليمية، ارادت الادارة الاميركية توجيه رسائل الى جهات داخلية فاعلة تعمل على عرقلة مسيرة الاصلاح وعمل المؤسسات بحجّة مطالب وشروط لم تعد تنطلي على احد لا من اللبنانيين ولا من العاملين على خط الحل، مع العلم ان هذه الجهات الداخلية والتي باتت معروفة تضع العصي في عجلة حكومة الرئيس مصطفى اديب ليس بحجّة مطالب تعتبرها حقاً ميثاقياً لها وانما خدمةً لمصالح راعيها الاقليمي الذي لا يريد حل ملف لبنان قبل الانتخابات الاميركية.

وفي الاطار، ذكّرت الاوساط باجتماعات كامب ديفيد وبخطوة السلام الاولى التي دفع لبنان ثمنها بسبب الموقف السوري. فبعدما كانت دمشق حليفة المسيحيين بوجه الحركة الوطنية والفلسطسينيين انقلبت على تحالفاتها في استدارة 180 درجة وبدأ التنكيل بالمسيحيين رداً على مشروع السلام. فهل ستدفع الساحة اللبنانية مرّة جديدة فاتورة السلام الخليجي مع اسرائيل؟ وإستطراداً هل التصعيد ضد المبادرة الفرنسية يمكن وضعه في هذه الخانة؟

اضافت “لماذا بدّل الرئيس نبيه بري مواقفه الايجابية من المبادرة ليل الاحد؟ ما الذي طرأ؟ ومن طلب منه؟ ولماذا صعّد الثنائي الموقف ورفع سقف الشروط ورد على التيار الوطني الحر وحتى على الرئيس عون رافضاً اي نقاش او مساومة على حقيبة المال ساعياً لافشال المبادرة الفرنسية، علما ان الامر في مكان اخر والتنازلات هي غير تلك المعروضة والتي يُراد منها التفاوض تحت الطاولة لامور اقليمية ولاجندة خارجية”.

على اي حال، وبإنتظار ما ستحمله الايام المقبلة من اجابات واضحة على هذه التساؤلات، اكدت الاوساط السياسية “ان الساحة اللبنانية تتحرك الان على وقع التطورات في المنطقة ومشاريع التسوية والسلام التي اعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب انها ستتوسّع لتضمّ دولاً عربية اخرى بالاضافة الى الامارات والبحرين. من هنا لا حلّ للازمة اللبنانية بمعزل عن حلول وتسويات المنطقة، وما يجري حكومياً ليس سوى لعبة تقطيع للوقت حتى موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية في الخريف المقبل”.