IMLebanon

شدياق: نحن حاليًا في “جهنم”

حيّت الوزيرة السابقة مي شدياق “السفير مصطفى أديب الذي عمل وفقا لقناعاته، وأراد تشكيل حكومة من المستقلين كي تعمل وفقًا للمبادرة الفرنسية وتنفذ الإصلاحات المطلوبة بالإتفاق مع صندوق النقد الدولي لانقاذ البلد”.

ولفتت، في حديث لـ”العربية – الحدث”، إلى أن “أديب رفض تشكيل حكومة على صورة الحكومة المستقيلة التي ترأسها سعد الحريري وكانت وزيرة فيها، اذ كانت حكومة وفاق وطني قائمة على تسوية معينة ومعطيات تعطيلها “منها وفيها” كما رفض تأليف أخرى شبيهة بحكومة حسان دياب “الفاشلة” التي لم تأت بأي نتيجة. وأسفت لأن واقع لبنان يدمي القلوب، في حين يتبرأ الجميع من دم “هذا الصدّيق”، مؤكدة أن “هناك فريقًا بأكمله مسؤول عن الوضع الاقتصادي والمالي المذري وهو من اوصل لبنان الى ما اسماه رئيس الجمهورية بـ”جهنم”.

وأضافت: “نحن حاليًا في “جهنم” ولكن المسؤول عن ذلك، بشكل او بآخر، هو فريق رئيس الجمهورية و”حزب الله” ومن ينسق معه في ما يتعلق بتحديد مصير لبنان. لا يمكن ان نعتبر ان كل الأحزاب ترتكب الأخطاء بحق لبنان بل هناك فريق يريد إدخالنا ضمن المحور الايراني ولا يزال يتقاسم الجبنة في وقت لم يعد هناك ما يأكله الشعب اللبناني. هم يرقصون على دماء الأبرياء، في حين يرمي الشعب بنفسه في البحر ليهرب من الواقع الذي أوصلونا اليه.”

وأشارت إلى أن “هناك من يعتبر انه اذا لم تتشكل الحكومة وفقا لرغباته فـ”عليي وعلى اعدائي يا رب” وبالتالي يقوم بتكسير البلاد على رؤوسنا، موضحة ان “حزب الله” وحلفاءه يريدون العودة الى حكومة الوفاق الوطني، كي يكون التعطيل سهلا وبالتالي تصبح عاجزة عن اتخاذ الإجراءات الضرورية لإنقاذ البلد”.

وقالت: “اذا استطاع “حزب الله” وحلفاؤه تشكيل الحكومة التي يرغبون فيها، فليفعلوا ذلك، ولكنها ستكون فاشلة ولن تحظى باعتراف المجتمع الدولي والدول العربية والأجنبية وأصدقاء لبنان. باختصار اذا اراد ذاك الفريق اعادة القديم الى قدمه فلا أمل بلبنان”.

وشددت على “الا مجال لإنقاذ لبنان إذا أردنا البقاء في هذه الهوة وبالتالي كي نحظى بمساعدة المجتمع الدولي علينا إنقاذ أنفسنا”، مذكرة بأن “فرنسا قدمت أكثر مما هو مقبول لـ”حزب الله” على المستوى السياسي، في وقت لم تحظ بدعم الولايات المتحدة ولا الدول العربية والاوروبية كما لم توافقها على هذا الانفتاح القوى التي كانت تسمى بـ”14 اذار”، ورغم كل ذلك أتى وزير الخارجية الايراني لينتقد المبادرة الفرنسية”.

وتطرقت الى تعليق الفرنسيين بعد اعتذار أديب عن التشكيل، فأكدت أن “المبادرة سارية لأنها لم تكن شخصية انما هي لإنقاذ لبنان”، معتبرة انه “لا يمكن لفرنسا ورئيسها التأكيد الا مشكلة لديهم مع “حزب الله” وفريقه، في حين تطالب بحكومة مستقلين تنجز الاصلاحات، فهذه معادلة غير صالحة وغير واقعية”.

وعن أجواء تشير الى عدم رغبة إيران الممثلة بـ”الحزب” وحلفائه بالاتفاق على اسم جديد، قالت: “لو تمت الدعوة للاستشارات النيابية، لأنهم يرغبون بالمماطلة حتى انتهاء الإنتخابات الأميركية لعل ترامب يفشل بها فيتم الوصول مع الرئيس الجديد الى تخفيف العقوبات على ايران والعودة الى منطق “الغالب والمغلوب” خصوصا في سوريا ولبنان”.

وعن التمسك بوزارة المال للطائفة الشيعية، اعتبرت شدياق انهم “يرغبون بفرض أعراف جديدة في هذه المرحلة الانتقالية ليكملون وضع قبضتهم على البلد”، رافضة مقولة ان “عدم إلتزام الرئيس المكلف بشروط الثنائي الشيعي يعني الإخلال بالإتفاقات الداخلية”.

وشددت على ان “ما من بند في إتفاق الطائف ينص على أن “المالية” للطائفة الشيعية، إلا اذا أراد “الحزب” وحلفاؤه وضع صيغة جديدة قائمة على المثالثة وفرض اسس جديدة للتركيبة اللبنانية، ما لم يقبل به نادي رؤساء الحكومات السابقين، الفريق السني الفاعل، وكذلك “القوات اللبنانية”، الفريق المسيحي الفاعل، الرافض لأي دستور جديد في هذه المرحلة”.

وعبرت عن خشيتها من “فقدان لبنان دوره الذي لعبه في الماضي ان في القطاع الاستشفائي او على صعيد المرفأ الذي كان يعد الأهم في المنطقة، آسفة لأن البلد يخسر هذا الدور ويفقد يوميا عناصر ديمومته واستمراريته في وقت يريد البعض إقحامه في المحور الايراني”.

وختمت: “كنت من ضمن من طالتهم يد الغدر بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وفي ذكرى محاولة اغتيالي، أؤكد أننا منذ تلك الفترة ندافع عن لبنان السيد الحر والمستقل وسنبقى لأننا نؤمن به وبرسالته وقدمنا التضحيات للحفاظ عليه. وأشكر مرة جديدة مصطفى اديب الذي عمل وفقا لقناعاته، وأرى ان وجود شخصيات مماثلة تبدّي مصلحة لبنان على اي مصلحة اخرى سيعيدنا الى بر الامان، ولكن اذا اخذ البلد الى المحور الايراني والفساد بعيدا عن سياسة الحياد فلن يقوم لبنان وهذا ما لا نتمناه”.