IMLebanon

بعد الاعتذار وارتفاع الدولار: الشارع الصيداوي يشتعل غضباً

كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:

لم تمض ساعات قليلة على تقديم الرئيس المكلف مصطفى أديب اعتذاره عن تشكيل الحكومة العتيدة، وارتفاع سعر صرف الدولار بشكل جنوني، حتى اشتعل الشارع الصيداوي معبراً عن غضبه واستيائه بالنار، نزل عشرات الناشطين الى “ساحة الثورة” عند “تقاطع ايليا”، واقفلوا الطريق بالاطارات المشتعلة وهم يرفضون دفع ثمن الخلافات السياسية والمحاصصة كل مرة.

الناشطة في “حراك صيدا” هدى حافظ، تقول ان “الغضب الشعبي بلغ ذروته وقد ينفجر في الشارع في اي لحظة، والمواطنون الذين علقوا آمالاً على المبادرة الفرنسية لانقاذ لبنان، باتوا يسيرون نحو الهاوية بسرعة والطبقة السياسية ما زالت تختلف على الحصص”، قبل ان تؤكد لـ “نداء الوطن”، ان “عدم النزول الى الشارع والانكفاء عن ساحات الثورة سببه انتشار فيروس “كورونا” والتفلت الأمني أو محاولة إستغلال بعض الحراك لاهداف سياسية او مناطقية”، مضيفة “هموم الناس كبيرة في البحث عن لقمة عيشها والحفاظ على صحتها معا، والطبقة الوسطى اختفت، وباتت مع طبقة الفقراء والمستورين تحت خط الفقر المدقع، وباعتقادنا انه لا خلاص للبنان الا بتشكيل حكومة انقاذية بعيدة عن الاحزاب”، لافتة الى مؤشر خطير وهو ازدياد عدد السرقات ما يدل على ان القادم سيكون اسوأ”.

ونزول الناشطين الى الشارع والاحتجاج لبعض الوقت جاء بمثابة رسالة رمزية، فالقرار بالتواجد في “ساحة الثورة” لم يتخذ بعد، وسط دراسة دقيقة له، “لم تفتر العزيمة بل اشتدت أكثر” وفق ما يقول الشاب الصيداوي أحمد الذي انهمك في إشعال دولاب لينفس عن نار غضبه، ويضيف “تخرجت من الجامعة ولم أجد عملا، أخذت مصروفا من والدي، اليوم لم يعد قادرا على شراء دوائه بعدما أوقف عن العمل بسبب الازمة الاقتصادية، كيف لا انزل الى الشارع وأعلن رفضي لكل ما يجري، لم نعد نحتمل ونؤكد على مطلبنا بتشكيل حكومة مستقلة تكون قادرة على معالجة الازمات ووقف الفساد”.

وغضب الشارع زاده الارتفاع في اعداد المصابين بفيروس “كورونا” بسبب التفشي المجتمعي، وسط اطلاق نداءات تحذيرية من الاخطر، فالمستشفيات تئن وبعضها لم يجهز بالكامل، فيما صيدا تسابق الوقت لتعزيز مناعتها ضد الوباء.. ومستشفاها الحكومي يستعد لكل الاحتمالات، وفق ما يقول رئيسه الدكتور احمد الصمدي بعد “تركيب جهاز سكانر يساعد على تشخيص وعلاج المصابين بهبة مقدمة من جمعية المصارف اللبنانية” وينتظر المستشفى تجهيز ثلاث غرف في مبناه القديم لتكون مركزا لمختبر متخصص بالكورونا.

في المقابل، كشف احصاء بلدية صيدا الاسبوعي عن ارتفاع كبير في أعداد المصابين، حيث وصل الى 690 في صيدا وضواحيها والمخيمات يتابعون العلاج، منهم في اسبوع واحد 182 في صيدا، 108 في ضواحيها، و38 في عين الحلوة، فيما حالات الشفاء التراكمية بلغت 225 وحالات الوفيات (العدد التراكمي) عددها 8 في مدينة صيدا وضواحيها 5 وفي المخيمات 3.