IMLebanon

بعد عام على الانطلاقة… أي تحديات أمام 17 تشرين؟

حل تشرين. لكن له مع العام 2020 نكهة مختلفة. هذا العام، يحتفل الثوار بعد أسبوعين تقريبا بالذكرى الأولى لإنطلاق تحركهم الرائع النادر في مشهديته ورمزيته ورسالته، هم الذين نجحوا في إطاحة حكومتي الرئيسين سعد الحريري وحسان دياب. استجاب الأول لضغطهم بعد 12 يوما على بداية التحركات الشعبية، ذاهبا إلى حد التماهي معهم في المطالبة بانتخابات نيابية مبكرة على أساس قانون انتخابي جديد يعيد رسم الخرائط السياسية بحبر إرادة التغيير. أما الثاني، فلم ينجح  في نيل رضى غالبية ساحقة من الشعب، لكنه واجه تحدي كورونا، وتحدث عن أن حكومته أنجزت 97% من الوعود التي كانت قطعتها في البيان الوزاري. كان هذا قبل أن تحل على لبنان نكبة 4 آب، وتجهز على حكومة الرئيس دياب وتجربتها القصيرة في إدارة الحكم.

كتبت الثورة إذا فصلين مهمين من الحياة السياسية في لبنان. لكن بين المحطتين الكبيرتين، تراجع حضورها الميداني، بفعل استخدام ما يسميها المنتفضون “أجهزة السلطة وقدراتها” لقمع تحركاتهم، تماما كما فعل بعض القوى المناهض للانتفاضة. على أن واحدة من أبرز محطات هذا الغياب كانت أمس. ذلك أن مجلس النواب أوشك على إقرار قانون العفو العام الذي لا يلقى تأييد كثير من لاعبي الداخل، ولا موافقة الشارع، في غياب الثوار، وإن كان الرئيس نبيه بري استجاب للضغوط المسيحية التي مورست قبل الجلسة.

على أي حال، فإن هذه الاستعادة السريعة لمسار الثوار في عامه الأول يدفع بعض المراقبين إلى الكلام عن أن كل هذا لا يكفي وحده لتنتصر الثورة على طبقة سياسية لم تتوقف يوما عن ترسيخ دعائم حكمها ووجودها وتدير الاذن الصماء بطبيعة الحال لشعار “كلن يعني كلن”، داعين الثوار إلى توحيد قيادتهم والعمل على تقديم أنفسهم أصحاب برنامج سياسي واضح قادر على أن يحل محل السلطة الحالية.

إلا أن الكاتب والباحث السياسي مكرم رباح لا يقدم هذه النظرة. وفي حديث لـ “المركزية”، يشرح رباح أن “الثورة لم تضعف أبدا، بل إن كل ما في الأمر أنها تراجعت قليلا بفعل ما يمكن اعتباره خوف البعض، مشددا على أن الثورة لا تستطيع مواجهة حزب الله”.

ويؤكد رباح أن “هذا الذي يمكن اعتباره هوسا في توحيد قيادة الثورة لا يجوز أن يستمر لأن الثورة حددت مطالبها وهي تناضل في سبيلها، وهذه فكرة بسيطة وواضحة جدا، مشيرا إلى أن أفكار الثورة كانت واضحة منذ البداية”.

غير أن رباح يلفت في المقابل إلى أن “السيادة هي أهم ما يجب أن يتركز عليه النضال. واذا كانت الثورة لا تستطيع مواجهة حزب الله، فالعقوبات التي تواجه الحزب وحلفاءه يمكن أن تساعد الثورة لأنها تضعف الطبقة السياسية، بفعل الخوف الذي تثيره في نفوس المستهدفين بها.