IMLebanon

سعيد: “الحزب” أصبح كبش محرقة على الطاولة الاميركية-الايرانية!

تصدّر ملف ترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان وإسرائيل الواجهة السياسية على حساب “الترسيم الحكومي” الذي دخل على ما يبدو في غيبوبة طويلة، وقد غاب عن مجموعة اتصالات جرت طوال يومين بين بعبدا وعين التينة تركّزت فقط على “الاتفاق الاطار” للمفاوضات الخاصة بالترسيم والتي أعلن صفارة انطلاقها رئيس المجلس النيابي نبيه بري.

ومن المتوقع أن تنطلق الجولة الأولى من المفاوضات في 14 تشرين الأول الجاري، وستُعقد المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين في مركز الأمم المتحدة في رأس الناقورة جنوب لبنان، وفق الآلية نفسها التي تجري فيها اجتماعات اللجنة الثلاثية المؤلفة من الجيشين اللبناني والإسرائيلي وقوات الأمم المتحدة العاملة في الجنوب اليونيفيل، تحت “علم الأمم المتحدة وبرعايتها”، وبحضور مندوب أميركي هو “وسيط ومسهل” في تلك المفاوضات.

ومع بدء العد العكسي للترسيم، بدأت تطرح أسئلة في الاوساط السياسية حول توقيت الترسيم ومبرر وجود سلاح “حزب الله” تالياً.

النائب السابق فارس سعيد قال لـ”المركزية”: “لا وجود للتوازن بين سلاح حزب الله ومبرر وجوده، بدءاً من التوقيت مروراً بالترسيم وصولا الى شكل المفاوضات”، لافتاً الى “أن مع إعلان الرئيس بري قرار الترسيم، سقطت سردية “حزب الله” اي السبب الوجودي وهو محاربة اسرائيل حتى إزالة الكيان الصهيوني”، مشددا على “أن الدولة اللبنانية اعترفت، بكل ما لديها من تمثيل، وخاصة على لسان ممثل الثنائي “حزب الله” – “امل”، بالكيان الصهيوني وليس بحدود لبنان مع فلسطين المحتلة، وبالتالي مهما حدث من مدّ وجزر وأياً يكن المنحى الذي ستتخذه الامور في المستقبل، فإن الموضوع ليس تقنياً بل سياسي بامتياز، وهو انتفاء الاسباب التي من أجلها وجد حزب الله اي محاربة اسرائيل والمعاني السياسية كبيرة جداً”.

وشدد سعيد على ان “هذا القرار ايراني وليس محليا، ما يؤكد ان ايران قادرة على التضحية بـ”حزب الله” من اجل تخفيف الضغوط عليها من قبل الولايات المتحدة الاميركية، ومن اجل محاولة ترتيب اوراقها لتحسين ظروف مفاوضاتها مع الادارة الاميركية القادمة، وبالتالي الحزب اصبح كبش محرقة على طاولة او على مقصات السياسات الكبرى التي ترتسم اليوم في المنطقة”.

وختم: “حزب الله سقط كإطار مسلّح وفقد علة وسبب وجوده مع بداية ترسيم الحدود لأن ترسيم الحدود ليس شأنا جغرافيا وينتهي مع انتهاء الترسيم، بل سياسي اولا لأنه اعتراف بدولة اسرائيل وثانيا هو موضوع تقسيم الحصص الاقتصادية والاستثمارات، وقالها الرئيس بري بالفم الملآن بأن الترسيم سيؤدي الى تحسين الظروف الاقتصادية للبنان”.