IMLebanon

آرمسترونغ ونزهة درّاجات… لمساعدة بيروت

كتبت سابين الحاج في “الجمهورية”:

تحت شعار «درّاجة من أجل بيروت»، إنطلق موكب دراجات داعم لأهل المدينة المنكوبة من المرفأ، وعلى رأسه راكب الدرّاجات الهوائية الأميركي العالمي لانس آرمسترونغ وزميله جورج هنكابي.

يقف وراء هذا الحدث كلّ من المستثمر العقاري اللبناني – الأميركي توم برّاك، ورجل الأعمال اللبناني – الأميركي زياد غندور، ومتسلّق الجبال والقمم مكسيم شعيا. وقد رافقوا آرمسترونغ، بالإضافة إلى عشرات الدرّاجين، إنطلاقاً من العنبر رقم 12 عبر طرقات بيروت، حيث زاروا 4 جمعيات غير حكومية أرادوا دعمها من خلال هذا النشاط، وهي: «بيت البركة»، «هارت بِيت»، الصليب الأحمر اللبناني، وجمعية «فرح العطاء».

فعلى متن درّاجتهم الهوائية أراد هؤلاء الشبّان والشابات رفع التوعية وتأكيد أهمية المساعدة، لدعم عمليات الترميم وإعادة الإعمار في المناطق المتضرّرة من انفجار المرفاً، بالإضافة إلى تأمين المساعدات الطبية والغذائية.

مكسيم شعيا

وأكد مكسيم شعيا، في حديث لـ«الجمهورية»، أنّ العمل لإنجاز هذا الحدث استغرق 10 أيام وصل المنظّمون خلالها الليل بالنهار، لافتاً إلى أنّ «العديد من الأشخاص أتوا من الخارج ومن أماكن بعيدة بهدف المشاركة ومساعدة بيروت، ومنهم لبنانيو الأصل ومنهم أميركيون، نُحَييهم جميعاً ونشكرهم»

ولفت إلى أنّ الظروف الوبائية حالت دون إمكانية «تَجييش كثير من الناس»، موضحاً أنّ «الهدف من هذا الحدث هو نشر التوعية وجمع تبرّعات لهذه المؤسسات الخيرية الأربع العاملة على الأرض».

وأكّد أنّ «مؤسسات خيرية كثيرة تعمل على الأرض وجميعها تقوم بعمل رائع»، كما اعتبر أنّ أسوأ ما يحصل حالياً في لبنان هو الإحباط الذي يجتاح النفوس وفقدان الأمل، قائلاً للبنانيين: «لا تُغلقوا الباب وراءكم على لبنان فسيأتي وقت ويعود فيه لبنان بخير».

زياد غندور

من جهته، أكد غندور لـ«الجمهورية» أنّ الهدف من هذا الحدث هو المساعدة، واستقطاب كلّ شخص يمكنه أن يساعد، قائلاً: «كلنا موجودون بهدف مساعدة لبنان».

وأشار إلى أنّ آرمسترونغ «تأثّر بسبب حدوث الانفجار في لبنان، وكنّا نفكر سويّاً ماذا يمكننا أن نفعل للمساعدة؟ وأتت الفكرة بأن يأتي لانس إلى لبنان ويركب الدراجة».

توم برّاك

بدوره، أكد توم برّاك، المقرّب والحليف للرئيس الأميركي دونالد ترامب، في حديثه لـ»الجمهورية» أنّه شعر بـ»الرعب واليأس والحزن الشديد أمام هول الدمار الذي خلّفه الانفجار». وأشار إلى دراما وضخامة «آثار ثالث أقوى انفجار في العالم على الناس، خصوصاً في وقت يمرّ فيه لبنان بأزمة مالية ومجاعة ووباء. وفي وقت يشعر فيه الشباب اللبناني بأنه لم يعد يمكنه الاستمرار هنا وعليه أن يهاجر إلى مكان آخر».

ولكنه أكّد أنّه لمسَ حِسّ «التضامن» بعدما جلس مع «المنظمات غير الحكومية لمشاهدة ما يقومون به من خلال آلاف المتطوّعين بهدف ترميم البيوت وتأمين الطعام والدواء والتعليم»، وأكّد أنّ «هذه قصة يمكننا إخبارها للعالم».

ولفت إلى أنّ «لبنان يعيش في قلب كلّ منا، بما في ذلك الجالية اللبنانية التي تضمّ 20 مليون شخص خارج لبنان».

ورأى أنّ «اليوم هو اليوم الذي علينا أن نتّحد فيه معاً ونضع السياسة جانباً لمحاولة صنع الفرق».

وأكد أنّ «مستقبل لبنان هو الناس»، لافتاً إلى أنّ «الطوائف يجب أن تتّحد مع بعضها البعض».

وأوضح أنّ «لبنان يضمّ أقدم المدن في العالم. والنظام الطائفي كان موجوداً منذ ما قبل الحرب العالمية الأولى، وهو قبائلي جداً ويجب أن ينتهي».

وقال: «النظام السياسي يجب أن يتغيّر، ويجب أن يساعد اللبنانيون أنفسهم على تحقيق ذلك».

وفي حين شدّد براك على أنّنا نمرّ بـ«وقت دقيق»، اعتبر أنّ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قام بعمل رائع محاولاً اختراق الأزمة اللبنانية، وأمل أن «يتبعه الرئيس ترامب، خصوصاً بعدما أنجز توقيع اتفاق أبراهام بين اسرائيل والإمارات». واعتبر أنّ «هذا الاتفاق خطوة جيدة للبنان»، مُعرباً عن تفاؤله.