IMLebanon

هل يزور الراعي الفاتيكان لطرح الحياد؟

“لبنان أكثر من وطن إنه رسالة”. عبارة قالها البابا يوحنا بولس الثاني، تختصر مفهوم الحياد الذي طرحه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي، لأن لبنان لا يمكن ان يكون “رسالة” ما لم يبادر الى اعتماد “الحياد”، وتؤكد في الوقت عينه موافقة الفاتيكان ووقوفه الى جانب البطريرك في مبادرته التي أطلقها بعد ان أيقن ان كل الابواب صُدّت في وجه لبنان ولا إنقاذ الا باعتماد الحياد.

وفيما كثر الحديث عن زيارة سيقوم بها البطريرك الراعي الى الفاتيكان لبحث مبادرته مع البابا فرنسيس والتساؤل عن سبب عدم حصولها حتى الساعة، اشارت أوساط مطلعة لـ”المركزية” الى “أن الراعي لم يبادر حتى الآن الى طلب موعد من البابا فرنسيس، وان زيارة الفاتيكان لم تتحدد اصلاً كي تتأجل”، مشددة على “ان الزيارة واردة في أي لحظة، خاصة وان للبطريرك زيارات سنوية محددة مسبقاً”، مؤكدة “ان الراعي ينتظر انعقاد الدورة السنوية للكرادلة في الفاتيكان لزيارة الكرسي الرسولي والاجتماع مع البابا، خاصة وان البطريرك سبق ان بحث مبادرته حول الحياد الايجابي مع أمين سر دولة الفاتيكان بيترو بارولين الذي أوفده البابا الى لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت كموفد خاص لنقل رسالة تؤكد تضامنه مع لبنان واللبنانيين.

وأوضحت الاوساط “ان زيارة الفاتيكان كانت جزءا من مشروع طرح الحياد على الدول الصديقة وفي طليعتها الفاتيكان كون المصدر الذي طرح المبادرة هو البطريرك، لكن تطورات المنطقة ولبنان من الاستقالة الى الازمة الحكومية وعدم تأليف حكومة نقلت الاولويات من موضوع الحياد الى معالجة الامور الداهمة، وبالتالي فضّل البطريرك إرجاء طرح القضية في الخارج الى حين تصبح في لبنان سلطة ثابتة تستطيع ان تتلقف الموقف الدولي, لأن الحياد صحيح ان البطريرك يطرحه ولكن على الدولة تطبيقه”.

ورأت “ان الحياد مرتبط ليس فقط بالفاتيكان إنما ايضاً بموقف الدول الكبرى التي بدورها تؤيده بدءا من الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وبريطانيا والمانيا والاتحاد الاوروبي وصولاً الى روسيا التي لم تبدِ اي معارضة والدول العربية ايضا”.

وختمت الاوساط “ان البطريرك مستمر في مبادرته ويلاقي تأييدا كبيرا خاصة من قبل رجال الدين من الطوائف المختلفة” الا انها في الوقت عينه، استبعدت حصول اي قمة روحية لبحث الموضوع راهناً، لأن الظروف غير مؤاتية والاهم هو التأييد الذي حظيت به مبادرة البطريرك من قبل المرجعيات الروحية”، مشددة على “ان التأييد سيزيد مع اطلاق “ترسيم الحدود” الذي سيسهل الحياد”.