IMLebanon

إزدياد تعقب التطبيقات ومراقبتها للمستخدمين

كتب شادي عواد في “الجمهورية”:

أصبحت قدرات المراقبة والتعقّب في تطبيقات الأجهزة المحمولة مصدر إزعاج للمستخدمين، إذ يشعر العديد منهم بالقلق من قدرة تلك التطبيقات على تعقّبهم أو متابعة ما يفعلونه أو مشاركة جهات خارجية بياناتهم.

ثمة مخاوف متزايدة في أوساط مستخدمي الأجهزة المحمولة تتعلق بمدى مراقبة نشاطهم أو تتبع تحركاتهم وحضورهم على الإنترنت. فقد وجد الخبراء أنّ الإمكانيات التي تتمتع بها هذه التطبيقات لا تقتصر على الوصول إلى كمية هائلة من البيانات، مثل التفاصيل المهمة المتعلقة بأماكن وجود المستخدمين، والمعلومات عن جهات الإتصال والأنشطة التي يمارسونها، وما إلى ذلك، وإنما تمتد لتشمل قدرتها على العمل في خلفية الجهاز دون علم المستخدم، ما يجعل لتلك المخاوف ما يبررها.

قلق شديد

ووجد إستطلاع حول هذا الموضوع، أنّ 58% من الأشخاص غير مرتاحين لمشاركة مواقع الويب والتطبيقات، المعلومات المتعلقة بأماكن وجودهم. وعلاوة على ذلك، يشعر أكثر من نصف الأفراد، الذين شملهم الإستطلاع، بالقلق الشديد من إمكانية رؤية أحدهم لما يفعلونه أو يشاهدونه على أجهزتهم، فيما يخشى المستخدمون بالنسبة نفسها تقريباً، أن يتمكن أحدهم من تعقبهم بإستخدام معلومات تحديد الموقع الجغرافي الواردة من أجهزتهم المحمولة. ووفقاً للإستطلاع، فإنّ 83% من تطبيقات «أندرويد» تتمتع بإمكانية الوصول إلى البيانات الحساسة للمستخدم، كما أنّ 96% من تطبيقات «أندرويد» يمكنها تشغيل نفسها من دون موافقة المستخدم. وأشار الإستطلاع الى أنّ 40% من الأفراد المستطلعة آراؤهم في الدراسة، إعترفوا بأنّهم لا يتحققون من أذونات الوصول الممنوحة للتطبيقات، التي تأتي مثبتة على أجهزة أندرويد و»iOS»، ولا يفحصون أذونات الوصول في التطبيقات عند تنزيلها وتثبيتها على أجهزتهم المحمولة.

تجنّب الأخطار

على الرغم من ذلك، يبقى المجال متاحاً لتجنّب المخاوف بشأن قدرات الوصول هذه، شريطة إتخاذ بعض التدابير الأمنية البسيطة والفعّالة. ولكن المستخدمين يتفادون في بعض الأحيان إتباع الإجراءات التي تضمن سلامة البيانات والخصوصية، وتكفل لهم راحة البال والبعد عن القلق، مع أنّهم أصبحوا أكثر وعياً بشأن قدرة تلك التطبيقات على تتبع نشاطهم وحضورهم على الإنترنت. في هذا الإطار يمكن إعتماد تطبيقات مصمّمة لمساعدة الأشخاص في متابعة حياتهم الرقمية بأمان، والإستمتاع بما تقدّمه الإنترنت دون قلق أو مخاوف. وهذه التطبيقات تندرج ضمن إطار تطبيقات الحماية، وموجودة على المتاجر الإلكترونية. كذلك من المهم الإطلاع على أذونات التطبيقات وعدم منحها كل الأذونات التي تطلبها. على سبيل المثال من غير المنطقي أن يطلب تطبيق كتابة النصوص، إذن الوصول إلى الكاميرا. بالخلاصة، إنّ التدبير الأهم يقع على عاتق المستخدم نفسه، لأنّ أمنه الإلكتروني يتحدّد بجزء كبير منه بكيفية تعاطيه مع التكنولوجيا الرقمية.