IMLebanon

ما علاقة التوتر بالجهاز المناعي؟

كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:

الجهاز المناعي هو خطّ دفاع الجسم الأساسي عندما يتعلّق الأمر بالأشياء التي قد تتسلّل إليه، مثل العدوى، والتي تُسبّب المرض. وفي حين أنّ بعض ما يحافظ على صحّة هذا الجهاز قد يُعزى إلى الجينات، فإنّ هناك مجموعة ممارسات، بما فيها الأكل الجيّد والحركة المنتظمة، تساعد على ضمان سَير كل شيء بسلاسة. ولكن في المقابل، هناك عوامل تُضعف المناعة، والتوتر يتصدّر اللائحة!

سلّط خبراء موقع «Livestrong» الضوء على طُرق تأثير التوتر في الجهاز المناعي، وفي ما يلي أبرز الأمور التي توصّلت إليها الأبحاث العلمية:

يقمع قوّة الاستجابة المناعية

عند التعرّض للتوتر المُزمن، يرتفع هورمون الكورتيزول بشكل مفرط، وبالتالي تزداد المخاطر الصحّية وتضعف الاستجابة المناعية. ووفق مراجعة نُشرت في «Age» عام 2014، يمكن لمواد «Glucocorticoids»، التي يُخلّفها التوتر، أن تُبطئ إنتاج خلايا B وT، والتي تُعتبر المكوّنات الخلوية الرئيسة لجهاز المناعة. ينتج الجسم يومياً كمية قليلة من الكورتيزول لمساعدته على تنظيم كل شيء، ولا توجد مشكلة في ذلك عندما يكون لفترات زمنيّة قصيرة. ولكن عندما يتمّ ضَخّ الكورتيزول في الدم بمستويات عالية ولأوقات مطوّلة، يتكيّف الجسم ويَعتاد على الجرعات العالية. وفي المقابل، إنّ هذا الأمر يُعرّضه لخطر أكبر للالتهاب، وبالتالي يضعف الجهاز المناعي، إستناداً إلى «Cleveland Clinic».

يجعل علاج الأمراض أكثر صعوبة

هناك دليل واضح على أنّ التوتر، والقلق، والكآبة تجعل علاج الأمراض أكثر صعوبة. يؤدي الإجهاد المُفرط إلى تقليل تنظيم الجهاز المناعي، وبالتالي العجز عن مقاومة العدوى أيضاً. فضلاً عن أنه، وفي مثل هذه الحالات، فإنّ جهاز المناعة لا يكون نشيطاً كما ينبغي. أمّا عند خفض مستويات التوتر، فيمكن إحداث فارق إيجابي في العلاج. وفي هذا السياق، شدّد الخبراء على عدم التقليل من شأن قوّة الهدوء والاسترخاء لتحسين الأعراض التي يمكن مواجهتها.

يعزّز أمراض المناعة الذاتية

بحسب دراسة نُشرت عام 2018 في «Journal of American Medicine»، يمكن لمستويات التوتر الشديدة أن ترفع احتمال الإصابة بمرض مناعي ذاتي. فقد قارنَ الباحثون أكثر من 106 آلاف شخص يَشكون من اضطرابات التوتر بأكثر من ميلون شخص لا يعانون هذه المشكلات، ووجدوا أنّ التوتر ارتبطَ بزيادة خطر الإصابة بعشرات أمراض المناعة الذاتية بنسبة 36 في المئة، بما فيها داء كرون، والصدفية، والتهاب المفاصل الروماتويدي.

يرفع خطر السرطان

لا يزال النقاش قائماً حول ما إذا كان التوتر يستطيع فعلاً التسبّب بالسرطان، لكنّ الأدلة تشير إلى أنّ التوتر مرتبط بارتفاع خطر هذا المرض. فحَصت دراسة نُشرت عام 2017 في «Scientific Reports» الرابط بين معدلات التوتر والسرطان لدى أكثر من 100 ألف شخص، وفي حين أنّ الباحثين لم يجدوا أي علاقة بين التوتر قصير المدى والسرطان، إلّا أنهم توصّلوا إلى أنّ الذين واجَهوا مستويات عالية وثابتة من التوتر لفترات طويلة كانوا أكثر عرضة للسرطان بنسبة 11 في المئة، علماً أنّ هذا الرابط كان أكثر توافراً لدى الرجال. وبالمِثل، فقد وجد العلماء صلة كبيرة بين توتر العمل وخطر السرطان في تحليلٍ لمجموعة دراسات نُشر عام 2018 في «International Journal of Cancer». وتحديداً، تمّ التوصّل إلى رابط بين توتر العمل وخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، والرئة، والمريء، وعدم ارتباطه بخطر الإصابة بسرطان البروستات، أو المبيض، أو الثدي.