IMLebanon

إقبال كبير على الألعاب الإلكترونية

كتب شادي عواد في “الجمهورية”:

يحظى قطاع ألعاب الفيديو على الأجهزة الإلكترونية الجوّالة بازدهار كبير بسبب تدابير الحجر الصحي، ما أدى إلى ازدياد عدد اللاعبين والإقبال المتصاعد على ألعاب الهواتف الذكية.

إرتفع استخدام الناس للألعاب الموجودة على هواتفهم، لأنهم حَبيسو منازلهم. وبحسب الخبراء، باتت شعبية ألعاب الأجهزة الجوالة أكبر من أي وقت مضى. ويشكّل أبناء جيل الألفية الذين تتراوح أعمارهم ما بين الثالثة والعشرين والثامنة والثلاثين نسبة 72 % من اللاعبين النشطين على الأجهزة الجوالة. ويتوقّع أن يساهم تطوير ألعاب الفيديو «السحابية» في تعزيز شعبية هذه الألعاب، إذ سيوفّر على الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية ألعاباً كانت لا تزال إلى اليوم متوافرة على الكمبيوترات فقط.

ذكور وإناث

بينما يشكّل الشبّان الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و35 عاماً الغالبية العظمى من عشّاق ألعاب الكمبيوترات الثابتة ووحدات تشغيل الألعاب، وقد يمضون ساعات أمام شاشاتهم، تحظى ألعاب الهواتف الذكية بإقبال جمهور أكثر تنوّعاً. وأشارت الدراسات التحليلية إلى أنّ أكثر من 40 % من اللاعبين على الأجهزة الجوّالة هم من النساء، ولا يشكل العمر أي عائق في هذا المجال. وأوضح الخبراء أنّ عددا كبيراً من الناس المضطرّين إلى المكوث في منازلهم خلال الحجر يحتاجون إلى ما يسلّيهم. ولاحظوا أنّ الألعاب التي تعتبر أحد أشكال التسلية الأكثر تفاعلية استفادت من عامل انتشار كورونا لِتسارع نموّها.

مجانية ومدفوعة

تشهد الألعاب الظرفية المجانية التي لا تتطلب الكثير من الوقت أكبر قدر من التحميل، ومنها ألعاب تركيب الصور أو ألعاب الورق. لكن هناك ألعاباً كثيرة يمكن تحميلها مجاناً، إلّا أنها تتطلب الإفادة من بعض الوظائف فيها دفع مبالغ صغيرة، وهي وظائف تطيل أمد اللعبة أو توفر مزايا إضافية للاعب. ويطلق العاملون في القطاع توصيف «اليرقات الصغيرة» على اللاعبين الذين يُنفقون القليل، أو لا ينفقون إطلاقاً للحصول على هذه المزايا، في حين أنّ أولئك الذين لا يترددون في الدفع لقاء اللعب فيوصفون بـ«الدلافين» أو «الحيتان»، تِبعاً للمبالغ التي ينفقونها. ويُعتبر نظام شراء «تذاكر دخول» للمشاركة في المراحل المتتالية لألعاب القتال من أبرز ابتكارات السنوات الأخيرة، ومنها مثلاً لعبة «فورتنايت» التي تنتشر بشكل كبير في جميع أنحاء العالم.

أدوات نفسية مخصصة

تلجأ العديد من ألعاب الأجهزة الجوالة إلى أدوات نفسية مخصصة لمكافأة اللاعبين وإبقائهم مواظبين على اللعب بانتظام، ما يثير مسألة خطر تحوّل اللعب الى نوع من الإدمان. وتُعرّف منظمة الصحة العالمية الاضطراب الناجم عن الألعاب بأنه نمط من سلوكيات ضعف التحكم في ممارسة اللعب، وزيادة الأولوية التي تعطى للعب على حساب الأنشطة الأخرى إلى حَدّ يجعله يتصدر سائر الاهتمامات والأنشطة اليومية. لكنّ ألعاب الأجهزة الجوالة يمكنها أن تكون في المقابل وسيلة للهروب من الإجهاد العصبي الذي تسببه يوميات الحياة، أو سبيلاً لتمضية شخص ما وَقته. وبحسب الخبراء قد يساهم اللعب المعتدل والمنظّم بألعاب الأجهزة الجوالة في تحسين المزاج وتعزيز القدرات الذهنية.