IMLebanon

“الترسيم” يواصل التحرك و”التكليف” لناظره قريب

كتب عمر حبنجر في “الأنباء الكويتية”:

ترسيم الحدود الجنوبية متواصل، من خلال الممهدات التي يتولاها مساعد وزير الخارجية الأميركية المعني بهذا الملف ديڤيد شنكر، استعدادا للجولة الثانية في 26 الجاري، آملا من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انجاز الترسيم في اسبوع وتشكيل حكومة بدون حزب الله، فيما «ترسيم» الحكومة العتيدة، معلق بأنشوطة الهواجس الرئاسية، لرئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل الممسك بمقبض رئاسة الجمهورية، هو يريد من الحريري ان يشكل الحكومة بمقاييس الرؤية الباسيلية لمقبل أيام الرئاسة الأولى أو ينسحب، والحريري الممسك بسلاح المبادرة الفرنسية، يدير له «الأذن الطرشا» والخميس المقبل لناظره قريب.

وكان الرئيس ميشال عون أرجأ الاستشارات النيابية الملزمة، استنادا الى طلب رئيس كتلة نواب الأرمن المؤلفة من 3 نواب، والذين هم جزء من تكتل «لبنان القوي» الذي يرأسه الصهر، جبران باسيل.

آغوب بقرادونيان رئيس هذه الكتلة اعترف صراحة بهذا الدور، وعضو الكتلة النائب هاغوب ترزيان، لم يستطع تفسير كيف ان رئيس الجمهورية، يتجاوز القواعد الدستورية، استجابة لرأي أصغر كتلة في مجلس النواب، سوى انه جعل منها إصبعا يتخفى رئيس التكتل جبران باسيل خلفه !

وهنا يقول النائب السابق د.مصطفى علوش في برنامج «صار الوقت» التلفزيوني للإعلامي مرسيل غانم: «لم يعد رئيس الجمهورية ميشال عون، رئيسا للجمهورية، الرئيس الفعلي هو جبران باسيل! ونقل عن سعد الحريري قوله: ليت علاقتنا مع الرئيس عون شخصيا، لكنه يبقى هو بالنتيجة المسؤول».

وفي البرنامج عينه قال الإعلامي علي حجازي، القريب من حزب الله، ان الرئيس عون لوح بالاستقالة.. ولم يصدر نفي لكلامه من أي جهة.

ورد علوش «ان سعد الحريري لن يسحب ترشيحه، ولن يتصل بأحد من اليوم وحتى الخميس المقبل، الموعد الثاني للاستشارات…» ومعنى ذلك: لا الحريري سيتراجع عن ترشحه، ولا المواقف ستتعدل، بغياب أي قوة دفع داخلية، كانت أو خارجية. بل على العكس، فالدفع الداخلي المتمثل برئيس مجلس النواب نبيه بري، يعمل لصالح استمرار الحريري على موقفه، والدفع الخارجي المتمثل بالمبادرة الفرنسية، مازال في هذا الاتجاه أيضا.

وبخلاف موقف بري، فإن حزب الله بدأ غير معني، بتأجيل الاستشارات، الأمر الذي تساءلت معه قناة «ام تي ڤي» حول حقيقة موقف حزب الله، فهل الحزب كان حقيقة مع إجراء الاستشارات في موعدها، أم هو من دفع بباسيل او شجعه على عرقلة العملية برمتها، على اعتبار ان الحزب هو من تسبب بفشل عملية تكليف مصطفى أديب؟ وهل تكون الثانية ثابتة، وتجري الاستشارات الخميس المقبل ويكلف الحريري؟ الاعتقاد الراجح ان تكليف الحريري لن يحصل إلا إذا رضي بشروط الحزب عبر باسيل وبشروط باسيل ايضا، بمعزل عن التباينات الظاهرة بين الحليفين؟ لكن ثمة من يرى انه مع القليل من تمسك الحريري بوجهة نظره، ان من حيث المداورة الوزارية، عدا وزارة المالية للشيعة استثنائيا ولمرة واحدة، كما وعد الحريري، أو من حيث إبقاء جبران باسيل خارج الطبخة الحكومية، او التمسك بحكومة الاختصاصيين المستقلين، يمكن ان يشكل «حكومة مهمة» بمن سيسميه في استشارات الخميس المقبل، ان لم تؤجل، كالعادة، وذلك استنادا الى حصيلة استخلاصات جولة وفد نواب «المستقبل» المؤلف من بهية الحريري وسمير الجسر وهادي حبيش، على رؤساء الكتل النيابية، التي ضمنت له التسمية من جانب 75 نائبا، من أصل 120، منهم 22 صوتا مسيحيا، بين مردة ومستقلين، أي بمعزل عن كتلتي التيار الحر والقوات اللبنانية.

ويقول النائب هادي حبيش ان 22 نائبا يوفرون الميثاقية المسيحية، علما ان رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، كان فاقدا للميثاقية السنية تماما، مع ذلك سموه وكلفوه وأعطوه الثقة.

حبيش قال في تصريح تلفزيوني، ان الحريري لم يترشح لينسحب.

وبانتظار الخميس المقبل، يعيش اللبنانيون مع الذكرى السنوية الأولى لثورة 17 أكتوبر، أسوأ الظروف السياسية والأمنية والكورونية والمعيشية، وسط استنفار الجيش بدءا من صباح اليوم، ذكرى مرور سنة من عمر لبنان المنكوب، حيث انضمت الليرة الى الدولار الممنوع من الصرف الحر، بقرار من جمعية المصارف ومصرف لبنان.

ومثلهما الدواء، الذي بات كالمواد الغذائية والنفطية والمعدات الصحية، جزءا من مغارة علي بابا والأربعين وكيل، الذين يستوردون السلع المدعومة بالدولار الرسمي، ثم يهربونها الى الأسواق المجاورة بدولار السوق السوداء، وسط صمت، إلا من وسائل التواصل، التي حلت محل السلطة والقضاء في بلد أقرب الى سفينة بدون قبطان، تائهة في بحر اقليمي متلاطم الأمواج.