IMLebanon

استقرار لبنان أساسي لواشنطن والعقوبات على “الحزب” مستمرة

تنشغل الولايات المتحدة الاميركية هذه الايام بالانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من تشرين الثاني المقبل، وينشغل معها العالم ايضاً لمعرفة هوية الادارة الاميركية الجديدة، هل ستبقى عند الجمهوريين فيفوز الرئيس دونالد ترامب بولاية رئاسية ثانية ام ينتزع الديموقراطيون السلطة ليتربّع جو بايدن في المكتب البيضاوي.

وفي انتظار نتائج “صندوقة” الاقتراع التي فُتحت منذ اسبوع امام ولايات عدة، يبقى الثابت الاستراتيجية الاميركية القائمة على مصلحة اميركا اولاً مهما كانت هوية الادارة الجديدة. وانطلاقاً من ذلك، لا يعوّل على إحداث تغيير جذري في السياسة الخارجية المتّبعة ولو ان بعض الدول، منها ايران تحديداً تراهن على جو بايدن لتغيير السياسة تجاهها بان يكون اكثر “ليونة” من ترامب المتشدد الذي انهكها واتعب اقتصادها بالعقوبات.

اما لبنان فمثله مثل سائر الدول يترقّب نتائج الانتخابات الاميركية نظراً الى ترابط استحقاقاته الداخلية بها مثل تشكيل الحكومة ومفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل ولو ان بعض القوى السياسية المعنية بهذه الاستحقاقات تؤكد “لبنانيتها” مئة بالمئة وبانها بعيدة من تأثير “مزاج” الناخب الاميركي.

على اي حال، ينقل سياسيون لبنانيون لـ”المركزية” عن مسؤولين اميركيين اجتمعوا معهم اخيراً قولهم”ان واشنطن حريصة على الاستقرار في لبنان في هذه الفترة في ضوء التطورات في المنطقة، وان هذا الحرص مشترك بين الجمهوريين والديمقراطيين ما يعني ان نتائج الانتخابات لن تؤثّر كثيراً على السياسة الاميركية تجاه لبنان”.

ومع انطلاق الجولة الثانية من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية برعاية الامم المتحدة ووساطة الولايات المتحدة الاميركية، تعوّل واشنطن كما يُنقل عن مسؤولين فيها ان تصل الى المرجو منها في حلّ النزاع الحدودي بين لبنان واسرائيل كي تنطلق عملية التنقيب عن النفط والغاز، خصوصاً في الجانب اللبناني، حيث هو في امسّ الحاجة الى هذه الكوة في جدار ازمته الاقتصادية للخروج من التدهور المعيشي الذي اصابه”.

اما في الشأن الحكومي، فينصح المسؤولون الاميركيون كما يُنقل عنهم بأن تُسرع الحكومة الجديدة بتنفيذ الاصلاحات المطلوبة منها التي سبق وتعهّدت بها للدول المانحة خلال مؤتمرات الدعم الدولية كي تُفتح “حنفية” المساعدات المالية الموعودة، والا عكس ذلك معناه مزيد من التدهور وإرتفاع معدلات الفقر والبطالة في صفوف اللبنانيين”.

ومع ان الولايات المتحدة ماضية في سياسة العقوبات ضد حزب الله وحلفائه السياسيين والمتورّطين بالفساد، الا انها وبحسب زوّار عاصمتها ملتزمة بالمساعدات تجاه الشعب اللبناني، لاسيما اولئك الذين تضرروا جرّاء انفجار مرفأ بيروت، وهي اعلنت على لسان اكثر من مسؤول فيها كان اخرهم مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى ديفيد شينكر اثناء زياته الى لبنان لافتتاح مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، انها تقف الى جانب اللبنانيين الذين يواجهون اصعب الظروف الاقتصادية والمالية والمعيشية منذ انتهاء الحرب حتى اليوم”.