IMLebanon

البيانات البيومترية… سوق سوداء ضخمة عبر الإنترنت

كتب شادي عواد في “الجمهورية”:

تُتيح بصمات الأصابع الشخصية للمجرمين التحايل والإلتفاف على نُظم المصادقة، ما يمنحهم إمكانية الوصول إلى معلومات قيّمة عن المستخدمين وسرقة أموالهم.

يعتمد أغلب المستخدمين على البصمة البيومترية أو بصمة الوجه لفتح هواتفهم، كونها تعتبر من الطرق الأكثر أماناً لحماية الهاتف. في المقابل يقوم مجرمو الإنترنت بمحاولة الاستفادة من هذه التقنية. وبطبيعة الحال وكما هو متوقّع، تَوصّل مجرمو الإنترنت بسرعة إلى طُرقٍ لسرقة البصمة البيومترية وتطوير مجموعات تَصَيّد، خاصة لبصمات الأصابع. ويتم بيع البصمات البيومترية المسروقة على مواقع إلكترونية يتم تحديثها باستمرار، ما يعني أنها تحتفظ بقدرتها على تَصَيّد المستخدمين.

سوق سوداء إلكترونية

وجد باحثون في جامعة آيندهوفن للتكنولوجيا الهولندية أدلة على سوق سوداء إلكترونية ضخمة ومتطورة للغاية للتجارة في بصمات الأصابع وتعريف الوجه عبر الإنترنت، بحيث يتم تداول مئات الآلاف من بيانات ملفات تعريف المستخدمين المفصّلة. وازدادت هذه الظاهرة مع انتشار الهواتف التي تحتوي على قارىء للبصمات، أو ميزة فتح القفل عن طريق الوجه. وأشار الباحثون الى أنّ هذه التجارة غير المشروعة ضخمة ومربحة للغاية، ووفقاً لتقديرات حديثة تم بيع حوالى 1.9 مليار هوية مسروقة من خلال الأسواق السرية في غضون عام.

القيام بعمليات مالية

يعتقد الكثير من المستخدمين أنّ الاختراقات الإلكترونية تقتصر على سرقة بعض الصور من الهاتف. لكن بالطبع هذا الإعتقاد خاطىء، لأنّ المخترقين أصبح يهمّهم أكثر كلمات المرور والبيانات البيومترية عن المستخدم، مثل بصمة أصابعه أو وجهه. ويمكن الوصول بسهولة إلى البيانات البيومترية من خلال اختراق الهاتف. وبعد سرقة هذه البيانات، يمكن القيام بعمليات مصادقة بدلاً عن الشخص الحقيقي للشراء عبر الإنترنت أو لسحب الأموال ولغيرها الكثير من العمليات المالية. وأكد الباحثون على ضرورة أن تبتكر البنوك والخدمات الرقمية الأخرى أنظمة مصادقة أكثر تعقيداً، مثل المصادقة متعددة العوامل التي تَحدّ بشدة من احتمالية ارتكاب جرائم إلكترونية معلوماتية.

سعر البصمة البيومترية

يتراوح سعر البصمة البيومترية للمستخدم في السوق السوداء بين دولار وحوالى 100 دولار. ويتحدد السعر بحسب أهمية المستخدم. وهناك عامل مهم آخر يرفع السعر، وهو الدولة التي يتواجَد فيها المستخدم. لذلك يتطلّع المهاجمون على المستخدم الذي يمكن تحقيق مكاسب مالية أكبر من بصماته، وهو عادة ما يكون موجوداً بشكل أساسي في البلدان المتقدمة.