IMLebanon

مؤتمر دمشق للاجئين السوريين… توافق لبناني روسي ورفض أميركي

“لبنان لم يعد قادرًا على تحمل المزيد من التداعيات السلبية لهذا اللجوء الذي كبد لبنان خسائر تجاوزت 40 مليار دولار أميركي، وفق أرقام صندوق النقد الدولي”. بهذه الكلمات اختصر رئيس الجمهورية ميشال عون معاناة لبنان مع النازحين السوريين أمام الوفد الروسي الذي زار لبنان اول من أمس لمناقشة المبادرة الروسية لإعادة اللاجئين السوريين الى بلادهم، في إطار المؤتمر الروسي للاجئين، الذي تحاول موسكو عقده في دمشق. فما قصة المؤتمر؟

في 23 الجاري، دعت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إلى عقد مؤتمر لإعادة اللاجئين السوريين إلى سوريا، مشيرة إلى أن السلطات السورية ستعقد مؤتمرًا دوليًا للترويج لعودة اللاجئين، تشارك روسيا في تنظيمه في دمشق، في 11 و12 من تشرين الثاني المقبل.

إلا أن الولايات المتحدة الاميركية دعت إلى مقاطعة دولية للمؤتمر الروسي، في اجتماع لمجلس الأمن الدولي جرى عبر الإنترنت الثلاثاء الماضي. واعتبر نائب سفير واشنطن لدى الأمم المتحدة ريتشارد ميلز أن “من غير المناسب تمامًا أن تشرف موسكو، التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد، على عودة اللاجئين”، محذرا من أن سوريا ليست مستعدة لعودة اللاجئين “على نطاق واسع”، وأن التدفق قد يتسبب في عدم الاستقرار. كما انتقد سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا ما وصفه بـ”التحيز ضد سوريا” والجهود المبذولة “لتشويه سمعة هذه المبادرة الإنسانية”، بحسب تعبيره. فهل سيعقد المؤتمر في موعده؟

مستشار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري للشأن الروسي جورج شعبان أكد أن المؤتمر سيؤجل لرفض معظم الدول الحضور إلى سوريا، إذ تجري دراسة اختيار دولة أخرى لاستقباله قد تكون كازاخستان (التي احتضنت أيضًا محادثات آستانة حول الملف العسكري في سوريا).

مصادر مطلعة أوضحت عبر “المركزية” ان “دعوة وزارة الدفاع الروسية لم تنجح في بداية أيار عام 2018 في عقد مؤتمر دولي وصفته بـ”التاريخي” للاجئين السوريين، بمشاركة الأمم المتحدة والدول المعنية بالأزمة السورية”، لافتة الى وجود نحو مليون ونصف مليون سوري في لبنان بحسب الأرقام الحكومية، بينما يسجل حوالي 950 ألفًا رسميًا لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة”. فهل ستنجح المبادرة الروسية في عقد مؤتمر لإعادة النازحين؟ وهل سوريا جاهزة لاستقبالهم؟ الظروف اصبحت ناضجة، أضافت المصادر، خاصة وان الوفد الروسي اكد خلال لقائه الرئيس عون أن ظروف عودة اللاجئين إلى بلدهم متوفرة”، لأن “الأراضي الخاضعة لسيطرة الدولة السورية أصبحت آمنة، مع التأكيد أن اللاجئين يريدون العودة إلى ديارهم”.