IMLebanon

التشكيل ينتظر “الحزب” وواشنطن!

رفض المراقبون الاكثر متابعة للتطورات السياسية اللبنانية الاستسلام والتسليم بالمناخات الايجابية التي أشيعت غداة تكليف الرئيس سعد الحريري، كما لم يصدّقوا ما نسج من روايات وما ضخّ من معطيات تتحدث عن قرب ولادة الحكومة انطلاقا من كثرة اللقاءات بين الرئيس المكلّف ورئيس الجمهورية ميشال عون… فتبيّن أنهم كانوا على حقّ!

بين ليلة وضحاها، تبخّرت الاجواء الوردية وعادت سماء التشكيل لتتلبّد بالشروط والشروط المضادة التي انتعشت فجأة، بعد دخول رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على خط التشكيل، وفق ما تردد، وهو ما حاول القصر نفيه اليوم، قائلا في بيان “التشاور مستمر في شأن تشكيل الحكومة ويتم حصرا، ووفقا للدستور، بين الرئيس عون والرئيس المكلف ولا يوجد أي طرف ثالث فيه، والمشاورات لا تزال مستمرة بما تفرضه المصلحة الوطنية العليا”.

لكن، بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، على ارض الواقع، ما قيل ان بعبدا وافقت عليه في بدايات التشاور بينها وبين الحريري، لناحية المداورة وعدد الوزراء، عادت لتتصلّب حياله، فعدنا الى النقطة الصفر. لماذا؟ بسبب تمسك التيار الوطني بالطاقة ردا على تمسك الثنائي الشيعي بالمالية، وبسبب مطالبة التيار والفريق الرئاسي بحقيبة للنائب طلال ارسلان تضاف الى حقيبة درزية ثانية تذهب للاشتراكي، ما سيرفع عدد الوزراء في الحكومة، وقد يؤمن ثلثا معطلا لهما لا يستسيغه الحريري، وبسبب رفض التيار اعطاء حقيبتين للمردة، او مطالبة البرتقالي بالحصول على وزارات العدل والامن كلّها في المقابل…

بحسب المصادر، هذه العقد كلّها يمكن حلّها متى أراد حزب الله ذلك. فهي مرتبطة كلّها بحلفائه، وهو سيعرف كيف يرضيهم او يدفعهم للتنازل متى رأى ان الوقت بات مناسبا للافراج عن الحكومة. وفي رأي المصادر، وكما كان الكل يعرف، هذا الوقت لن يأتي قبل الثلثاء، حين تتكشّف هوية الرئيس الاميركي الذي سيسكن البيت الابيض للسنوات الاربع المقبلة. فاذا كان الرئيس دونالد ترامب الفائز في السباق الرئاسي، تواصلت مساعي التشكيل من حيث توقّفت. أما اذا فاز غريمه جو بايدن، فإن الحزب سيعيد خلط الاوراق حكوميا، حيث قد يتشدد أكثر في فرض شروطه وشروط حلفائه على الحريري.

الرئيس المكلف، في الساعات القليلة الفاصلة عن فجر الاربعاء، قد يقرر تقديم تشكيلة وزارية الى الرئيس عون، للقول انه “هنا” وانه يعمل وغير مستسلم امام محاولات ربط لبنان بالتطورات الاقليمية والدولية. غير ان خطوته ستبدو كضربة سيف في ماء، لا اكثر، اذ ان الرئيس عون لن يوقّع على التشكيلة بل سيطلب تنقيحها ودرسها أكثر، في عملية ستفرض نتائجُ السباق الى المكتب البيضاوي، بلا شك، نمطها وايقاعها عليها.

التأليف سيحصل عاجلا ام آجلا، وسنكون امام حكومة تشبه الى حد بعيد حكومة حسان دياب، تضيف المصادر. فأي طرف ليس قادرا على تحمّل كلفة الانهيار ونتائجه المعيشية والاقتصادية والمالية والصحية والتربوية والبيئية. وتبقى معرفة ما اذا كان المجتمع الدولي سيتعاون مع حكومة اختصاصيين في الشكل، تقاسمت الاحزاب والقوى السياسية حقائبها والوزارات، سيما بعد نفض باريس يديها، من الوضع اللبناني. الموقف الخارجي من حكومة كهذه، سيتكوّن انطلاقا من قدرتها على الاصلاح فالاصلاح ثم الاصلاح، تختم المصادر.