IMLebanon

بين التقصير والهجوم المضاد… “همّة الثورة تقيلة”

منذ عامٍ بالتمام، تمكنت ثورة 17 تشرين من اطاحة حكومة الرئيس سعد الحريري، وكادت تحقق انجازات اكبر لو رسمت خريطة طريق واضحة وأعدت البدائل. خلال سنة من عمر الثورة دخل على خطها الكثير من العوامل السلبية، تراجع تأثيرها الى درجة ان أعادة تكليف الحريري نفسه لتأليف حكومة تتجاذب مسارها اليوم الاعتبارات ذاتها التي حكمت كل مسارات التأليف من دون ادنى اعتبار لوجود ثورة شعبية ترفض وتعارض نهج المحاصصات، لم تلق اعتراضا في الشارع، باستثناء بعض التجمعات التي لا ترقى الى المواجهة. فهل أن همّة الثوّار خفّت بعد دخول العنصر الحزبي الى انتفاضتهم ام ان جائحة كورونا والخوف من عدوى “كوفيد-19” فرملا الاندفاعة وحالا دون عودة الزخم الى النبض الشعبي او ان ممارسات السلطة التي اتقنت فنّ الشغب والتخريب في الساحات تفوقت على ارادة التغيير؟

العميد المتقاعد جورج نادر اكد لـ “المركزية” أن “مكوّنات الثورة بحثت الموضوع، وتفاجأنا ببعضنا حيث لم نر أيا منا يقوم برد فعل إلا عبر الإعلام. في الواقع ليس نحن من يُنزل الناس إلى الشارع بل ذلك يأتي انطلاقاً من إرادتهم وقناعتهم، وممكن أن يكونوا يئسوا أو استسلموا أو حتى لا يكترثون… لكن لم أتوصّل إلى تفسير واضح ومؤكّد لغياب أي ردّة فعل في الشارع. الحريري مرفوض من الثوار ويعتبر أحد رموز السلطة الفاسدة وكان يجب أن تكون هناك ردّة فعل ثورية على تكليفه، مجموعات الثورة تقيم هذا الغياب وفي الحقيقة هناك تقصير من جانبنا وكذلك في المطلب الأساسي للمواطنين وهو أن نكون موحّدين، إلا أن هذا الأمر صعب أن يحصل 100% ونرى تنسيقا بين الأكثرية اليوم”.

وعمّا إذا كان عدم تنظيم الصفوف سبب عدم حلول الثوار مكان الأحزاب السياسية التقليدية، اعتبر نادر أن “علينا أن نكون موضوعيين، عمر هذه الثورة سنة فقط، وهي شعبية انطلقت من دون تنظيم من مختلف المناطق، فيها عقليات ومقاربات وطروحات متباينة، بالتالي التوحيد ليس بالأمر السهل وكذلك تنظيمها والاتفاق على الهيكلية خلال أشهر معدودة”، مؤكداً أن “البدائل مطروحة، منها المشروعان السياسي والاقتصادي والعمل على التنظيم جارٍ”.

وتعليقاً على ما حصل خلال المؤتمر الذي نظّمه بعض الثوار في “أوتيل لو رويال” منذ أسبوعين حيث انتهى بخلاف وتدافع بين الموجودين، قال “بذل جهد من جانب الثوار لتنظيمه ونيّتهم كانت صافية وما حصل هو أن مسؤول “حزب الله” في البقاع جلس مع خمسة اشخاص إلى جانب المدعوّين من دون أن تتم دعوتهم وفجّروا الخلاف على موضوع السلاح غير الشرعي لكن المؤتمر ناجح وكلّ المواضيع تطرح على الطاولة، وكانت هذه محاولة لإظهار الانقسام داخل المكونات”، مضيفاً “الثورة اليوم تُنظّف من بعض الحزبيين الذين دخلوا صفوفها وحاولوا تسلّقها أو تحوير مسارها”.

وإلى تقصير الثوار في التحرّك، أضاف نادر “تأثير ما تقوم به المنظومة الحاكمة لتفخيخ الثورة إن كان من خلال استخدام القوة والعنف لمنع المتظاهرين من النزول إلى الشوارع أو من خلال تشويه صورة الثورة عبر إرسال المندسين”، وأشار إلى أن “من مصلحتهم تفخيخ الثورة في طبيعة الحال، من خلال وسائل إعلامهم وأجهزة الأمن الخاصة بهم والقمع الممارس في حقّ من يعبّر عن رأيه على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب القمع الجسدي والمعنوي عبر تهديد الموظفين بخسارة أعمالهم أي لقمة عيشهم”.

وتوجّه نادر إلى كلّ من يسأل ماذا فعلت الثورة لا سيّما السياسيين، مجيباً بسؤال “ماذا فعلتم أنتم خلال 30 سنة، الثورة كسرت المحرمات وبات لها حقّ الفيتو كذلك تحوّلت إلى هويّة، الثورة توصّلت إلى الكثير من الأمور الإيجابية وطبعاً لا يمكن تحقيق كلّ أهدافها “برمشة عين”. الثورة لم تفشل بل في استراحة محارب والفشل لدى أحزاب السلطة والدليل عجزهم عن تشكيل حكومة وكلّ دول العالم تقول لهم ذلك”.