IMLebanon

منصات التواصل.. وسائل إعلام بلا قيود

كتب شادي عواد في “الجمهورية”:

إنّ التفوق التكنولوجي الذي تمتاز به وسائل الإتصال ساعَد في هَيمنة منصات التواصل على الإعلام، لتصبح للبعض بديلاً عن وسائل الإعلام التقليدية.

أفاد الإنترنت بما يمتلكه من مزايا وفوائد في مجالات الحياة شتّى، ولا سيما في المجال الإعلامي. فقد حقّق ما لم تتمكن أية تقنية سَبقته من تحقيق ذلك، وقد لا تتمكن أية تقنية تأتي في ما بعد من العمل والنجاح بمعزل عنه.

صَنعَت إعلاماً جديداً

تعد وسائل التواصل الإجتماعي اليوم الركيزة الأساسية للاتصال والتواصل في العالم، وأهم وسائل الإتصال الجماهيري والشخصي في آن واحد. فما تتميّز به من تفاعلية وإلغاء قيود المكان والزمان صنعت إعلاماً جديداً أتاح للجميع التعبير عمّا يريدون بحرية تامة. وبذلك أصبحت تطبيقات الإنترنت، ومنها مواقع التواصل الإجتماعي لا سيما فيسبوك الأكثرها انتشاراً، من أهم وسائل الإعلام الجديد، بعد أن باتت صفحة فيسبوك المكان الأسرع لنشر السبق الصحفي للأحداث المهمة والمشاهير.

منظومة إعلامية متكاملة

أصبحت وسائل التواصل منظومة إعلامية متكاملة لكل فرد لِنشر ما يريد، ليس بالنص فقط بل بالصوت والصورة، وحتى بَث الصورة الحية. فيمكن تدوين ونشر فيها ما نريد من تفاصيل حياتنا الشخصية والإجتماعية والعملية، وصولاً إلى أخبار عالمية. وكل ذلك في كبسة زر واحدة. فوسائل التواصل لا تحتاج لمعدات وشاحنات بَث مباشر وفرق عمل ومنصّات إرسال وغيرها، لأنه من خلال هاتف متّصل بالإنترنت يمكن خَلق محطة بَث بالصوت والصورة في أقل من دقائق.

مخاطر هذا الإعلام

مع هذا التطور، وبعد أن كان الحديث يدور عن الحق في الإتصال والحصول على المعلومة، أصبح يدور الآن حول حماية حقوق الإنسان من مخاطر هذا الإعلام الجديد الذي لا يخضع لأية قيود، لا سيما حقوق الخصوصية والحياة الخاصة. فبيانات المستخدمين ومعلوماتهم الشخصية واتصالاتهم تُخزّن وتجمع وتعالج إلكترونيّاً، ليس من إدارة الشبكة والشركات المختصة فحسب، بل من كل من له القدرة والإمكانية على ذلك، سواء أكانَ من الهاكرز او مُزوّدي الخدمة أو الدول وشركات أخرى. ناهيك عمّا أتاحَته هذه الوسائل من مزايا مَكّنت مستخدميها من انتهاك خصوصية بعضهم البعض ونشر ما يريدون تحت أسماء مستعارة ومن دون وضع اعتبارات، لا سيما في ظل عدم وجود قوانين وأخلاقيات تحكم هذه الوسائل ومستخدميها. لكنّ الأخطر من كل ذلك هو إمكانية نشر الأخبار الزائفة والشائعات عن قصد أو غير قصد، وهي جميعها تخلق بلبلة في المجتمعات ويمكن أن تؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار.