IMLebanon

من التسوية الكبرى إلى الاستقرار الهش… مخاوف أمنية على لبنان؟

قبل دخول حلبة المنافسة الرئاسية، حرص الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تدعيم حظوظه في الفوز، بسلسلة من الخطوات التي تصب أولا في مصلحة أمن اسرائيل، الخط الأحمر الوحيد الذي لا يختلف عليه المرشحون إلى الانتخابات الرئاسية، أيا كانت توجهاتهم الحزبية. فكان انطلاق قطار تطبيع العلاقات بين الكيان العبري وعدد من الدول العربية الاشارة الأقوى منذ بدء العمل بخطة السلام في الشرق الأوسط التي عرفت بصفقة القرن، إلا أن ترامب مصمم على كسب تأييد اللوبي اليهودي والعرب في معركته الانتخابية. بدليل أن موجة التطبيع طالت سريعا الامارات والبحرين والسودان، الذي نال في المقابل هدية رفع اسمه من القائمة الأميركية الخاصة بالدول الراعية للإرهاب. حتى إن بعض المسؤولين الرفيعي المستوى أعلنوا قبل أيام أن دولا جديدة، على رأسها السعودية (ذات الموقع القيادي في العالم العربي)، ستبرم اتفاقات مع اسرائيل.

وفي ما لا يشك أحد في أن هذه الخطوات الكبيرة ستترك أثرا في نتائج الاستحقاق الرئاسي الأهم في العالم، لفتت مصادر سياسية عبر “المركزية” إلى أن تزامنا مع انطلاق قطار التطبيع العربي، حرصت الادارة الأميركية على تعبيد الطريق أمام المفاوضات حول ترسيم الحدود بين لبنان وتل أبيب، وبمباركة من محور الممانعة تحديدا. بدليل أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الحليف الأوثق لحزب الله، في الشكل على الأقل، هو الذي بادر إلى إعلان بنود اتفاق الاطار الذي ستجري على أساسه المفاوضات. إلا أن المصادر أعربت عن اعتقادها أن رئيس الوزراء الاسرائيلي لم يرد للحزب أن ينام على حرير المفاوضات مع اسرائيل، بما قد يهددها، فاختار رحلة لتفقد تدريبات جديدة للجيش الاسرائيلي، ليهدد الحزب ويتوعد لبنان بمنظومة جديدة من الصواريخ “التي من شأنها أن تدمر العدو”، على حد قوله.

وفي قراءة لما بين سطور هذا التهديد غير المبطن، ذكرت المصادر أنه يأتي بعد أسابيع قليلة على انفجار استهدف ما قيل إنه مركز يستخدمه الحزب لتخزين السلاح جنوبا، مع العلم أن اسرائيل سارعت إلى نفي ضلوعها في هذا التفجير، تماما كما فعلت إبان كارثة مرفأ بيروت. وأشارت في المقابل إلى أن الحزب لا يزال متمسكا بمنطق ضبط النفس، بحيث إن أمينه العام السيد حسن نصرالله يتحاشى التعليق على مجريات المفاوضات مفضلا الغوص في التفاصيل الحكومية المملة. غير أن ذلك لا يعني أنه لا يترقب ولا يتحسب لأي تطورات أمنية أو سياسية قد تعكر عليه صفو ركوب موجة التسوية الجاري طبخها في المنطقة. بدليل أن الجلسة الأخيرة من المفاوضات شهدت اعتداء من عناصر الحزب على الصحافيين الراغبين في تغطية الحدث، لمنعهم من تأدية واجباتهم وتسجيل أحداث قد لا تصب في مصلحة محور الممانعة الذي انتقل من الهجوم في الميدان إلى طاولة المفاوضات، في ظل صمت مطبق من السلطات الرسمية إزاء هذا القفز المتعمد فوق صلاحيات الجيش اللبناني في حماية الأرض والشعب وممارسة السيادة على الأراضي اللبنانية.

وختمت المصادر مذكّرةً بأن هذه المخاوف قد يكون بعض القوى المعارضة يشعر بها أيضا تزامنا مع بدء جلجلة الحلول، التي قد تأتي على حساب لبنان واستقراره.