IMLebanon

غياب سفيري السعودية والإمارات: إنزعاج خليجي؟

الحضور الخليجي في لبنان بات يُشار اليه بصفة الماضي، بعد ان كان في صلب المشهد السياسي لجهة المواقف والزيارات.

بدأ الغياب الخليجي سياسةً وسياحاً واقتصادا واستثمارا مع بدء الحرب في اليمن (الحديقة الخلفية للسعودية)، حيث اتّهمت ايران ومن ورائها حزب الله بتأجيج الوضع فيها بسبب دعمهما للحوثيين على حساب السلطة الشرعية ومشاركتهما في الحرب الى جانبهم، وهو ما دفع بالسعودية الى دعوة لبنان لضرورة ان يلتزم سياسة النأي بالنفس وعدم السماح لمكوّن سياسي فيه بالتدخّل في شؤون الدول العربية.

ومع جنوح لبنان اكثر في اتّجاه محور الممانعة بقيادة ايران بسبب سيطرة حزب الله على مفاصل القرار فيه، بدأت الدول الخليجية، وتحديداً السعودية الابتعاد عنه، لانه بات “مخطوفاً” من ايران عبر حزب الله ومنبراً لاطلاق الرسائل السياسية ومهاجمة دول الخليج.

ومنذ ايام، كانت لافتة مغادرة السفير السعودي وليد بخاري بيروت من دون ان يُعرف السبب الرئيسي في وقت يتصارع الرئيس المكلّف سعد الحريري الذي كان يعتبر الحليف الابرز للمملكة في لبنان مع القوى السياسية التقليدية لإخراج حكومة مهمة الانقاذ من عنق زجاج المحاصصة والشروط والشروط المتبادلة.

وكان سبق السفير بخاري بالمغادرة سفير الامارات حمد سعيد الشامسي الذي يغيب عن المشهد السياسي اللبناني منذ مدة من دون ان تُرصد له مواقف من التطورات، ما يوحي بأن الغياب الخليجي عن الساحة اللبنانية “رسالة” سياسية للطبقة الحاكمة تتضمّن عدم رضى عن مسار الامور لا سيما تشكيل الحكومة في لبنان الذي غرّبه فريق محدد عن محيطه العربي واشقائه الخليجيين.

وبالفعل، تؤكد اوساط اسلامية مطّلعة على الاجواء الخليجية لـ”المركزية”، “ان هناك إنزعاجاً خليجياً مما وصلت اليه الاحوال في البلد الشقيق، لاسيما لجهة العقبات التي توضع امام تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلّين تكون مهمتها إنقاذه قبل فوات الاوان”.

واشارت الى “ان دول الخليج كانت تنتظر تشكيل حكومة لا تُشبه الحكومات المتعاقبة لجهة شكلها وتركيبتها، من اجل مدّها بالمساعدات الضرورية لإخراج الوطن الصغير من ازمته الاقتصادية والمالية، لكن للاسف حالت العقبات الموضوعة امامها دون ولادتها، خصوصاً التمسّك بمنطق المحاصصة والشروط المتبادلة”.

واوضحت “ان الرئيس الحريري وعد بتشكيل حكومة مستقلّة تضمّ اختصاصيين تكون مهمتها البدء بتنفيذ الاصلاحات المطلوبة، لكن للاسف اصطدم “بترف” مجموعة سياسية تريد الاستحواذ على الحكومة وكأن لا ازمة في لبنان ولا اوضاع معيشية تتدهور يوماً بعد يوم”.

واكدت الاوساط الاسلامية “ان العرب عامةً ودول الخليج خاصةً وصلوا الى مرحلة “الاحباط” من الطبقة السياسية اللبنانية. فإذا هي لم تشعر بمعاناة شعبها ماذا عسانا نفعل”؟

ولا يبدو ان “الانزعاج” الخليجي ينسحب ايضاً على الرئيس الحريري، فبرأي الخليجيين كما تنقل عنهم الاوساط الاسلامية يأسفون لإصطدامه بعقبات المحاصصة والشروط التي تحول دون ولادة حكومته، مع انه يجازف بهذه المهمة”.

ولم تستبعد الاوساط  رداً على سؤال “ان يأتي وقت ويعتذر الرئيس الحريري عن مهمة تشكيل الحكومة، خصوصاً انه يصرّ على تركيبة حكومية متجانسة بمهمة محددة”.