IMLebanon

الرابط بين قلّة النوم ومضاعفات “كوفيد-19”

كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:

الحصول على نوم جيّد ليلاً ضروريّ لحياة صحّية. ولكن لسوء الحظّ، فإنّ وباء «كوفيد-19» والتوتر الشديد الذي ولّده بين الناس، أدّيا حتى إلى إيجاد صعوبة في الاستسلام للنوم لدى العديد من الأشخاص. لكن لِمَ إصرار الخبراء على أهمّية وضرورة توفير ساعات جيّدة وكافية من النوم الآن أكثر من أي وقت مضى؟

يلعب النوم دوراً أساسياً في ضمان سلامة وظائف الجهاز المناعي، ويبدو أنّ قلّته قد ترتبط بمضاعفات «كوفيد-19». وقال كبير مسؤولي الصحّة في “Cleveland Clinic” الطبيب، مايكل رويزن، إنّه «في أي وقت تخفضون التوتر، وهو الأمر الذي يمكن تحقيقه عن طريق الحصول على مزيد من النوم، ستتمكنون من الاستجابة للعدوى بشكلٍ أفضل».

وشرح أنّ «الجهاز المناعي يتمتع بقدرة أعلى على محاربة العدوى ونزلات البرد، إذا حصلتم على نومٍ إضافي، لأنّه يستشعر تغيّراً هورمونياً في الجسم، من خلال إفراز هورمونات معيّنة. فعند النوم لفترة أطول تصبح الهورمونات طبيعية، ويكون الجسم قادراً على إتمام وظائفه بطريقة أفضل.

وفي الواقع، أظهرت دراسات لقاح الإنفلونزا، أنّ الأشخاص الذين حصلوا على 6 ساعات ونصف أو أكثر من النوم كل ليلة، كانت لديهم استجابة مناعية أكثر فعالية، مقارنةً بنظرائهم الذين ناموا لأوقات أقل».

وإذا كنتم لا تعرفون كيف تنامون جيداً، خصوصاً إذا كنتم تخلدون إلى الفراش والتوتر إزاء جائحة «كورونا» ينتابكم بشدّة، اتّبعوا نصائح د. رويزن الثلاث التالية:

النوم المبرّد

قد يبدو من غير البديهي النوم في بيئة أكثر برودة خلال الشتاء، لتفادي الإصابة بالمرض، ولكنّ النوم في درجات حرارة منخفضة قد يساعد في تحسين جودته. الحفاظ على برودة غرفة النوم يساعد في خفض درجة حرارة الجسم الأساسية، وهو الأمر الذي ثبُت أنّه يساعد في توفير نوم أعمق وأفضل. وكلما كان الجسم أكثر دفئاً، شعر الشخص بمزيد من الأرق. لذا، يُنصح بضبط منظّم الحرارة على 18,3 درجة مئوية لنوم ممتاز.

شرب عصير الكرز

تبيّن أنّ عصير الكرز قد يساعد في إنتاج هورمون الميلاتونين، الذي يسهم في تنظيم دورة النوم. وأظهرت دراسة عام 2018 أنّ عصير الكرز يلعب دوراً إيجابياً في حالات الأرق. فيمكن شرب كوب صغير من هذا المشروب قبل نحو ساعة من الخلود إلى الفراش.

حجب الضوء الأزرق

الضوء الأزرق، المُنبعث من الأجهزة الإلكترونية كالتلفزيون والهاتف الخلوي والكمبيوتر، يعوق النوم. إنه يقمع الميلاتونين، فيعبث بساعة الجسم الداخلية، وقد يسبب سوء جودة النوم. أفضل ما يمكن فعله هو التوقف عن التحديق في الشاشات الإلكترونية قبل ساعة أو أكثر من موعد النوم. أمّا في حال العجز عن الامتناع عن الإلكترونيات قبل النوم، فيُنصح بشراء واقي الشاشة المانع للضوء الأزرق.

وأوصى رويزن، بمحاولة إدخال هذه الخطوات الثلاث إلى روتين النوم تدريجياً على مدى 5 أيام، ورصد إذا كانت مُجدية. وقد تكون التحسينات دقيقة بدايةً، ولكن يمكنكم التأكّد من أنّ جودة النوم تتحسّن إذا كنتم تستيقظون لاحقاً، وتستيقظون أقلّ ليلاً، ولا تشعرون بالتعب عند الاستيقاظ، ويمكنكم قضاء اليوم بكمية مناسبة من الطاقة.