IMLebanon

أمين عام “الحزب”: موقف باسيل شجاع… والترسيم ليس مقدمة للتطبيع

أكد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله أن “منذ تحرير 2000 قلنا إن ترسيم الحدود لا شأن لنا به لأن هذه المهمة هي مسؤولية الدولة التي تقرّر أين هي الحدود البرية والبحرية للبنان”، مشيرًا إلى أن “المقاومة تلتزم بما تحدده الدولة في موضوع الترسيم وبالتالي تساعد مع الجيش اللبناني في تحرير أي أرض محتلة”.

وأشار نصرالله، في كلمة في ذكرى “يوم الشهيد”، إلأى أن “الدولة اللبنانية هي التي ترسم الحدود وهي التي قالت إن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وجزء من الغجر لبنانية”، لافتًا إلى أن “نتيجة وجود النفط بدء الحديث بشكل حيوي حول ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين”.

وقال إن رئيس مجلس النواب نبيه بري “هو من كان يقوم بإدارة مساعي التفاوض، وكنا نحن قد وافقنا على ذلك لكي يتم الترسيم من أجل البدء بالتنقيب عن النفط”، مشددًا على أن “المفاوضات هي لترسيم الحدود فقط وليس لأي مقدمة أخرى”.

وأضاف: “أكدنا سابقًا ضرورة اقتصار قضية ترسيم الحدود على الموضوع التقني فقط. وبري كان يفاوض منذ 10 سنوات إلى حين الاهتمام الأميركي الخاص بالملف وحينها حضّر بري ما سُمي لاحقًا إطار التفاوض وانتقلت المسؤولية إلى الرئيس ميشال عون وعمليًا بدأت المفاوضات”.

ولفت نصرالله إلى أن “البعض حاول ربط قضية ترسيم الحدود بأنه بداية للتطبيع مع إسرائيل وهذا كلام لا قيمة له وهدفه التغطية على التطبيع الذي تقوم به دول عربية مع إسرائيل”، مشددًا على أن “الحديث عن توجه “حزب الله” للتطبيع مع إسرائيل هو مجرد أكاذيب وتزوير ولا يستحق النفي من قبلنا”.

وجدد التأكيد أن “إدارة ملف التفاوض هي لدى عون، ونحن لدينا كامل الثقة به ونحن نعرف صلابته وحرصه على السلامة الوطنية وعلى تحصيل حقوق لبنان”، مشيرًا إلى “أننا اختلفنا مع عون على طبيعة الوفد وذلك من أجل أن لا يكون هناك أي تلميح أو شبهة”.

ودعا الوفد اللبناني إلى أن “يعلم أنه يمتلك عناصر قوة وهو ليس في موقع ضعف”، قائلًا إن “من يريد أن يمنعنا من الاستفادة من نفطنا نستطيع أن نمنعه بالمقابل”.

وذكر أن “خلال المناورة الإسرائيلية الأخيرة تم الحديث عن جهوزية إسرائيلية لعمل ما في لبنان أو الجولان”، معتبرًا أن “المقاومة في لبنان تنقل للمرة الأولى إسرائيل من موقع الهجوم إلى موقع الدفاع”.

ورأى أن “إسرائيل تتوجّس من الهجوم على لبنان وطموحها الميداني محدود وقد انتقلت إلى التفكير الدفاعي”، لافتًا إلى أن “إصرار إسرائيل على المناورة يؤكد حقيقة لطالما تحدث عنها جنرالات وهي أن القوات البرية الإسرائيلية تعاني من أزمة حقيقية وعميقة وهناك أزمة جهوزية وأزمة ضباط ومقاتلين على المستوى النفسي والروحي”.

وأردف قائلًا: “القوة البحرية الإسرائيلية ستكون أعجز مما سبق، وسلاح الجو وحده غير قادر على صنع انتصار أو حسم معركة بل القوات البرية أساسية وحاسمة والجيش الإسرائيلي لدية مشاكل أساسية في هذا الأمر. وكنا في حالة استنفار وجهوزية وإذا فكرت إسرائيل في ارتكاب أي حماقة فسيكون ردنا سريعًا”.

وأشار إلى أن “القيادة السورية اتخذت أقصى الاحتياطات أثناء المناورة الإسرائيلية وكان الاستنفار لدى المقاومة من دون أن يشعر الشعب اللبناني في القرى والبلدات بأي شيء، وهذا ما يميز هذه المقاومة”.

وفي موضوع الانتخابات الرئاسية الأميركية، قال نصرالله: “يجب أخذ العبر من الانتخابات الأميركية لتدرس حقيقة ما يروج له على أنه النموذج الأعلى”، معتبرًا أن “ما جرى في الانتخابات الأميركية هو افتضاح للديمقراطية والأمر لا يعني دونالد ترامب فقط بل الحزب الجمهوري”.

وتساءل: “إذا كان الحزب الجمهوري يتبنى الحملة التي يقودها ترامب من حيث عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات فأين هي الديمقراطية الأميركية؟، مشددًا على أن “أمام الانتخابات الأميركية لا ينظّرن علينا بالديمقراطية الأميركية ولا داخل أميركا ولا خارجها”.

وعن الإدارة الأميركية الجديدة، رأى نصرالله أن “المصيبة الأساسية في منطقتنا أن السياسة الأميركية هي سياسة إسرائيلية وهم يتسابقون على من يدعم إسرائيل أكثر وبالنسبة إلينا فإن الأمور لن تتغيّر”، مضيفًا: “لا شكّ بأنه عند النظر إلى إدارة ترامب نرى أن حكومته من أسوأ الحكومات المتعاقبة والأكثر استعلاءً وعنجهية وخلال 4 سنوات وضع العالم كلّه على حافة الحرب”.

وتابع: “مع خروج ترامب، يسقط أحد الأضلاع الثلاثة لصفقة القرن التي يمثّلها إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والولي العهد السعودي محمد بن سلمان”، مؤكدًا أن “شعوبنا ومحور المقاومة ثبتوا وصمدوا في وجه الهجمة الأميركية”.

وكشف أن “على المستوى الشخصي فرحت للسقوط المذل لترامب، ويحق لنا أن نفرح وخصوصًا بعد جريمة العصر التي اتركبها ترامب بقتله لقاسم سليماني وأبو مهدي المهندس”.

واعتبر أن “في ظل حكومة أميركية عدوانية على هذا المستوى العالي من إمكانات الذهاب إلى الحرب، مع ذلك صمد محور المقاومة واستطاع أن يفشل ويمنع من تحقيق هذا المشروع”.

وأكد أن “على محور المقاومة أن يكون على جهوزية عالية لرد الصاع صاعين في حال أي حماقة أميركية أو إسرائيلية”، معتبرًا أن “إسرائيل تشعر بقلق كبير وتدرك أن يدها ليست مبسوطة في لبنان بفعل المعادلة الذهبية “جيش وشعب ومقاومة””.

ورأى أن “ما يهمّ السياسة الأميركية في لبنان إسرائيل وهي مهتمّة بترسيم الحدود من أجل إسرائيل مع الطموح لأخذ لبنان إلى التطبيع”، متسائًلا: “هل مشكلة أميركا في لبنان هي حقًا الفساد والوضع الاقتصادي”؟

وشدد نصرالله على أن “كل المؤامرات التي تستهدف المقاومة منذ عام 2005 إلى اليوم فشلت”، لافتًا إلى أن “مؤامرة الـ2005 للفتنة والحرب الأهلية فشلت ومن بعدها حرب تموز واغيتال عماد مغنية ومن ثم الحرب في سوريا كل ذلك فشل”.

وتابع: “بعد فشل محاولاتهم لإحداث الفتنة بدأ الأميركيون منذ 3 سنوات مشروعهم لتأليب بيئة المقاومة عليها، ومشكلة الأميركيين مع “حزب الله” لها علاقة بالمقاومة لأن المقاومة هي عنصر القوة للبنان”.

وفي موضوع العقوبات، قال نصرالله: “أمام فشل كل مساراتهم لم يتبقَ أمام الأميركيين سوى مسار العقوبات على أصدقاء وحلفاء “حزب الله”. وبالنسبة إلى “حزب الله”، افرضوا العقوبات التي تريدونها وهذا لا يقدّم ولا يؤخّر، وليس لدينا أموال في الخارج بل نحن سكان هذا البلد نسكن فيه والقناعة كنز لا يفنى”.

ورأى أن “الهدف من العقوبات على “حزب الله” الضغط النفسي وتحريض بيئة المقاومة وجمع المعلومات وتجنيد العملاء”، لافتًا إلى أن “6 مليارات دولارات صرفوهم على وسائل الإعلام، وديفيل هيل يقول إنهم أعطوا مليارات الدولارات لمن أسماهم الجمعيات الأهلية غير الحكومية”.

وأشار إلى أن “وضع رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل على لائحة العقوبات هو ضمن مسار أميركي بدأ بالوزيرين السابقين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس”، زاعمًا بأن “البعض في الداخل اللبناني حرض الأميركيين على فرض عقوبات على باسيل لحسابات شخصية وسياسية”.

وكشف أن “باسيل أبلغني بأن الأميركيين خيّروه بين إنهاء التحالف مع “حزب الله” ووضعه على لائحة العقوبات، وقال لي إنني على خياراتي ولن أترك هذا التحالف لأن ذلك يمسّ بخياراتنا واستقلالنا ومصلحة البلد”.

وتابع: “أبلغت باسيل أننا نتفهم أي موقف لـ”التيار الوطني الحر” نتيجة الظروف التي تفرضها العقوبات وهو كان خياره مصلحة لبنان”، متوجهًا إلى “كل حلفائنا وأصدقائنا في لبنان” بالقول: “نحن نتفهم أي موقف تأخذونه وكل واحد يرى مصلحته ومصلحة البلد”.

واعتبر أن “لا يحق للإدارة الأميركية لا بالقانون ولا الأخلاق فرض عقوبات على أحد”، مؤكدًا أن “الضغط الأميركي سياسي وليس له علاقة بمزاعم الفساد، وإذا صنّفت أميركا خصمًا من خصومنا في لبنان على أنه فاسد وفرضت عليه عقوبات فنحن نرفض ذلك”.

ووصف نصرالله موقف باسيل بـ”الشجاع”، مشيرًا إلى أن “ليس المطلوب منه أن يمثّل “حزب الله” ويعمل على المشتركات بيننا”، حيث تمنى على الجميع “التضامن مع باسيل لأن استهدافه عام وقد يشمل الجميع”.

وأعلن أن “الرد على العقوبات الأميركية هو تطوير العلاقة بين “التيار” و”حزب الله” بما فيه مصلحة البلد”.

وفي الموضوع الحكومي، اكتفى نصرالله بالقول: “بحث الحكومة يحتاج إلى المزيد من التشاور بين عون والرئيس المكلف سعد الحريري، ونتمنى التسريع فيه”.