IMLebanon

مؤتمر النازحين في دمشق: لبنان يكسر الخطوط الحمر ولكن…

هذه المرة، تلقى المحور المناوئ للممانعة في لبنان ضربة قاسية من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب. ذلك أن الرجلين قفزا بعيدا فوق الخطوط الحمر التي لطالما رسمت لـ “ترسيم حدود” التواصل مع سوريا، فكان أن أوفدا وزير الشؤون الاجتماعية رمزي مشرفية شخصيا إلى سوريا للمشاركة في المؤتمر الذي دعت إليه روسيا لبحث ملف اللاجئين السوريين، وفي ذلك سابقة أولى من نوعها منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011.

على أن الاعتراف بما يمكن أن يسارع أهل الحكم إلى اعتباره انجازا حقيقيا يدون لمصلحة عون، خصوصا في ما يتعلق بحل قضية اللاجئين، لا يلغي كونه قرارا سياسيا بامتياز، ومن شأنه أن يضع لبنان في محور معين، على حساب آخر في توقيت حساس جدا.

وفي السياق، لفتت مصادر سياسية عبر “المركزية” إلى أن تماشيا مع مواقفه المتكررة لجهة ضرورة الحوار مع النظام السوري في ملف اللاجئين، أصحاب الحضور الاقتصادي والانساني الثقيل على بلد يصارع أزمات وجودية لم يعرفها سابقا، بادر عون إلى ايفاد ممثل شخصي للبنان إلى مؤتمر يعقد على أرض سوريا التي لا يريد كثيرون فتح قنوات الحوار معها أيا تكن الدوافع. وفيما بدت هذه الخطوة حشرا للجميع في زاوية سياسية معينة، أشارت المصادر إلى أن عون استفاد من عوامل عدة أبرزها الاجماع اللبناني على المبادرة الروسية، مع العلم أن النجاح لم يكتب لها للأسباب السياسية المعروفة.

غير أن المصادر نبهت إلى أن الموافقة على المبادرة الروسية لا يجوز أن تشكل منطلقا لحوار واسع النطاق مع النظام السوري بما قد يؤدي إلى تطبيع العلاقات بين الجارين، لافتة إلى أن حجم الحضور في المؤتمر يعد مؤشرا خطيرا  إلى محاولات جدية لجر لبنان إلى موقع اقليمي دون آخر، فيما من المفترض أن يسير الجميع بهدي الحياد عن صراعات المحاور، مذكرة بأن وحدها الدول صاحبة العلاقات الجيدة مع الرئيس السوري ونظامه هي التي لبت دعوة روسيا، كالصين وايران والامارات العربية المتحدة، فيما فضل الاتحاد الأوروبي مقاطعة الحدث، مقابل اكتفاء الأمم المتحدة بالمشاركة بصفة مراقب، نظرا إلى دور هذه المنظمة في الحث على ايجاد حلول منطقية وعملية للكباش حول اللاجئين السوريين، فيما تتصاعد معدلات الجريمة في الدول حيث يتواجدون، مع العلم أنها تمر بأزمات اقتصادية كبيرة شأنها في ذلك شأن سوريا.

أمام هذا الواقع لم تخف المصادر خشيتها من ألا يشذ مؤتمر دمشق عن المبادرات السابقة، من حيث الفشل في الانتقال من القرارات على الورق إلى التطبيق على الأرض، خصوصا أن الصراع الأميركي- الروسي على أرض سوريا دائر بشدة، من الآن وحتى تسلم الرئيس المنتخب جو بايدن مقاليد الحكم رسميا، على الأقل.