IMLebanon

إلى أركان العهد: حذارِ اللعب بالنار! (بقلم طوني أبي نجم)

يبدو أن أركان العهد المتهالك في عاميه الأخيرين يتصرّفون على قاعدة “الهروب إلى الأمام”. هكذا، وبعد الفشل المتمادي في إنجاز أي إصلاح ما أدى إلى قيادة البلد نحو جهنم، وبعد جريمة انفجار المرفأ الكارثية والتاريخية، وبعد الفشل في تشكيل الحكومات والإصرار على منطق المحاصصة وكأن الدنيا بألف خير، وبعد تدهور سعر صرف الليرة إلى مستويات قياسية لم يعرفها لبنان في كل العهود، وبعد العقوبات الأميركية الأخيرة على صهر العهد ورجله الأول، يظن أركان العهد أن بإمكانهم خوض مواجهة مزدوجة:

ـ من جهة مواجهة مباشرة مع الأميركيين من خلال سلسلة خطوات أبرزها تكليف الوزير رمزي مشرفية تمثيل لبنان في مؤتمر حول النازحين في دمشق، إضافة إلى التهديد برفع دعاوى قضائية في الولايات المتحدة. وإن كان من حق باسيل اللجوء إلى كل الطرق القانونية لمحاولة رفع العقوبات عنه فإن من غير حقّه توريط لبنان باحتمال فرض عقوبات على الدولة ككل من خلال الإصرار على تحدّي الإدارة الأميركية في الملف السوري.

ـ ومن جهة أخرى خوض مواجهة متعددة الأوجه في الداخل عبر تعطيل تشكيل الحكومة أولا من خلال رفع سقف المطالب بشكل غير مسبوق، والأهم عبر محاولة استيلاد النظام الأمني من جديد، وهذا ما ظهر في سلسلة الاستدعاءات المفاجئة لذوي وأصدقاء ضحايا انفجار المرفأ، وتحديدا ذات الصبغة القواتية، بعدما أجرت الأجهزة كل التعقبات لصورهم وتحديد عناوين إقامتهم!

طبعاً هذا العهد الذي حدّد هويات شباب من عين الرمانة وعدد من المناطق ذات الأكثرية المسيحية والسنيّة أخطأوا في إطلاق النار حزناً على ضحايا أبرياء سقطوا في أقوى تفجير غير نووي في العالم، يعجز عن تحديد هويات الذين أقاموا الاستعراضات والحواجز العشائرية المسلحة في منطقة بعلبك- الهرمل وتابعهم اللبنانيون عبر شاشات التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية والرشاشات الثقيلة المثبتة على سيارات رباعية الدفع!

في هذه الممارسات يكتب أركان العهد نهاية مدويّة لعهدهم، بعد أن كانوا أمعنوا في الاستدعاءات لناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي بحجة التعرّض لموقع رئيس الجمهورية، هذا الرئيس الذي سامح الذين شتموه بشكل غير مسبوق فقط لأنهم ينتمون إلى حركة “أمل” يوم اشتبك مناصروها مع النائب جبران باسيل يوم تعرّض للرئيس نبيه بري.

الخطيئة الكبرى التي يرتكبها أزلام العهد العوني تتمثل في محاولة ضرب الحريات، وهي الجريمة التي من سابع المستحيلات أن يتساهل معها اللبنانيون أو أن يغضوا النظر عنها. وأي تفكير في محاولة إجراء مساومة مع الأميركيين على قاعدة أن يخففوا من إجراءاتهم بحق أركان العهد ليخفف هؤلاء ممارساتهم بحق اللبنانيين لا يمكن أن تمرّ.

وإذا ظنّ أحدهم أنه يستطيع، بملاحقة مناصري “القوات اللبنانية” أو حتى القيام ببعض الملاحقات في الشارع السني أو في البيئة المؤيدة للثورة، أن يشدّ عصباً عونياً حوله بعد الانشقاقات الكبرى في صفوفه، يكون يستحق مرتبة الغباء المتمادي، لأن هذه الأساليب البالية انتهى زمنها إلى غير رجعة.

في اختصار يبدو أن العهد يصرّ على أن يسقط بنيران تصرفات جماعته… وسقوطه سيكون مريعاً وسريعاً!