IMLebanon

احتمالان يحكمان المرحلة: المبادرة او الفراغ القاتل

يتجه لبنان سياسيا وماليا ومعيشيا الى المزيد من التدهور واهل السلطة والحكم فيه غير آبهين بالاوضاع الكارثية التي يلتقي العالم اجمع على التحذير من الانزلاق اليها خلال الشهرين المقبلين في حال عدم المسارعة الى تشكيل حكومة قادرة من غير الحزبيين تأخذ على عاتقها تنفيذ الاصلاح ووقف الهدر في خزينة الدولة واستهلاك موجودات مصرف لبنان الذي قارب ما يملكه من احتياط من العملات الاجنبية وتحديدا من الدولار من النفاد بحيث لم يعد قادرا على توفير الدعم للمواد الحياتية الضرورية والمستلزمات الاستشفائية .

وسط هذه المشهدية السوداوية لا يبدو في الافق المقفل عربيا وعالميا في وجه لبنان راهنا سوى المبادرة الفرنسية التي اطلقها الرئيس ايمانويل ماكرون ابان زيارته للبنان عقب انفجار مرفأ بيروت في الرابع من شهر اب الماضي والتي جاء موفده باتريك دوريل الى التذكير بها والتحذير من مغبة عدم تنفيذ مندرجاتها القاضية اولا بتشكيل حكومة “مهمة” من الاختصاصيين من شأنها ان تمهد الطريق لحصول لبنان على المساعدات اللازمة التي تمكنه من استعادة دورته الاقتصادية وحياته الطبيعية، ومع ذلك تستغرب مصادر معارضة اصرار الفريق الحاكم على التمسك بمكتسبات ومطالب لا تسمن ولا تغني من جوع تعانيه البلاد قاطبة كمثل الثلث المعطل او تلك الحقيبة وذاك الشخص وكأنها غير معنية بكل ما يجري من كوارث اجتماعية وصحية.

وتضيف محذرة من المضي في هذا النهج التعطيلي المتبع من فريق الثامن من اذار غير الآبه بما يحمله الموفد الفرنسي من محاذير سلبيات الفراغ القاتل في حال المضي في عرقلة مهمة الرئيس المكلف سعد الحريري في تشكيل حكومة المهمة التي انتدب نفسه لترؤسها في هذه المرحلة الصعبة والخطرة والتي تستوجب التسهيل قبل الوقوع في المحظور الا وهو الفراغ مع ما يرافقه من تداعيات مفتوحة على كل الاحتمالات السلبية.