IMLebanon

عرقلة التشكيل متعمّدة؟

ترصد “الانتنات” السياسية المحلية اليوم، باريس، حيث يحضر الملف اللبناني بقوة، في اجتماعين متتاليين. الاول، سيجمع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى موفده باتريك دوريل الذي زار بيروت الاسبوع الماضي، لوضعه في اجواء اتصالاته مع القيادات اللبنانية. والثاني، سيجمع سيد الاليزيه الى وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو.

بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، فإن الازمة السياسية – الحكومية التي يتخبط فيها لبنان منذ اشهر، ستكون حاضرة على الاجندتين الفرنسية والفرنسية – الاميركية، غير ان حظوظ ان تفضي هذه المحادثات الى خرق ايجابي في حائط التأليف المسدود نهائيا، تبدو ضئيلة جدا كي لا نقول معدومة. لماذا؟ لأن موفد ماكرون رأى بأمّ العين في بيروت، كم ان الهوة كبيرة بين القوى السياسية المعنية بتشكيل الحكومة، وهو لم يتمكّن من التقريب بينها قيد أنملة، وجلّ ما نجح في تحقيقه كان تأمين اتصال هاتفي بين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل والرئيس المكلف سعد الحريري، لم يدم لأكثر من دقيقة واحدة. وقد أخفق في التوفيق بين ما يريده الحريري، وهو في الواقع ما تنص عليه المبادرة الفرنسية لناحية تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين غير حزبيين، من جهة، وبين اصرار الأحزاب والتكتلات على ترك القديم الحكومي – شكلا ومضمونا وحقائب ووزارات، على قدمه، بحيث يختارون الوزراء ويحتفظون بالحقائب التي كانت من نصيبهم منذ سنوات، من جهة ثانية.

اما ثاني العوامل الذي يقلّص احتمالات ابصار الحكومة النور، فيتمثل في القراءتين الفرنسية والاميركية المتفاوتتين للمعضلة اللبنانية ولكيفية التعاطي معها. فباريس، لا تزال تنتظر استفاقة ضمير المسؤولين اللبنانيين، فيؤلّفون حكومة وينقذون بلدهم ومبادرتها. فيما واشنطن قررت اعتماد العصا الغليظة والعقوبات وسحبت يدها من قوى السلطة واحزابها كلّها، علّ هذا الطريق ينفع في دفعها الى تبديل سياساتها بالاستسلام لحزب الله، عبر التحالف معه او عبر مسايرته أو ربط النزاع معه…

القيادات اللبنانية المتصارعة، تبدو اذا قررت إطفاء محرّكاتها، وتنتظر مَن منها سيتراجع أولا، وإلا “فعمرو ما يكون حكومة، ولو مات اللبنانيون جوعا وفقرا ومرضا”. واذا كان البعض يعوّل على جديد قد تنتجه لقاءات باريس، يمكن ان يكسر المراوحة الحكومية، فإن المصادر تعتبر ان ما يجري في الداخل، بات يدل الى شيء أكبر يُهيّأ، خلف هذا التعطيل كلّه. وفي رأيها، حتى لو تم تذليل العقد التي تعترض اليوم طريق الحريري، وابرزها توزيع الحقائب وتسمية الوزراء، فإن عقدا اخرى “ستفرّخ” سريعا، لان الهدف على ما يبدو، ترك لبنان معلّقا على حبال الازمات المتعددة، حتى تتظهّر الصورة الاقليمية – الدولية الجديدة غداة الانتخابات الاميركية، فيتم في ضوئها اتخاذ القرارات المناسبة لبنانيا – صيغةً ودستورا وتوازنات – بما يبقيه لا بل يرسّخه ورقةَ ثمينة في تصرّف الجمهورية الاسلامية الايرانية، في المنطقة، وهذا تحديدا ما تقاطعت امس بكركي ومعراب على التنبيه منه، تختم المصادر.