IMLebanon

22 تشرين الأول… بأية حال عدت يا استقلال!

تبدو الأوضاع في لبنان متجهة لا محالة نحو الانهيار الشامل وكأن الأمر بات من باب المكتوب والمحسوب، وأن ثمة من يدفع إلى ذلك. ففي كل يوم تفقد الدولة ركنا من مقوماتها، حتى أن عيد الاستقلال، الذي هو مدعاة فخر واعتزاز للدول، بات للبنان ذكرى غير موجبة الاحتفال سواء بفعل الإقفال المفروض على البلاد حتى أواخر الشهر الجاري بغية الحد من انتشار فيروس “كورونا” القاتل أو نظرا إلى الخلافات السياسية المستحكمة بمفاصل الأمور في البلاد.

واللافت، في هذا الإطار، أن وهج هذه الذكرى التي لطالما تمسك بها لبنان حتى في السنوات العجاف إبان الحرب الأهلية، قد خفت منذ العام المنصرم لمصادفة العيد يوم ذاك مع بريق الثورة الشعبية التي اندلعت في السابع عشر من تشرين الأول وملأت الساحات واكتفى لبنان في حينه بإحياء الذكرى في احتفال رمزي اقتصر حضوره على الرؤساء وعدد محدود من القيادات السياسية والعسكرية والأجهزة الامنية التي احتفلت بالذكرى في قيادات المناطق ولو في شكل خجول إلى أن وصل الأمر هذا العام إلى الغياب الكلي للتحضيرات العسكرية التي كانت تسبق الاحتفال في المناسبة، وذلك بداعي الأوضاع التي ترزح تحتها البلاد بعد انفجار مرفأ بيروت والكارثة الإنسانية والاجتماعية التي خلفها ليس على أهل بيروت والجوار وحسب إنما على مستوى البلاد ككل التي دفعت غالبية مدنها وقراها الشهداء والدماء.

وإذ تفيد المعطيات بأن الظروف القائمة في البلاد، وخصوصا الصحية منها، تحول دون الاحتفال بمختلف أشكاله هذا العام بالعيد تقول أوساط قريبة من القصر الجمهوري لـ”المركزية” إن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيكتفي بتوجيه كلمة إلى اللبنانيين عشية الذكرى تتناول أهمية المناسبة ومقياسها بالنسبة إلى قيام الدول وتقدمها ويدعو المواطنين إلى التشبث بالدولة الضمان والضامن الوحيد لجميع اللبنانيين.