IMLebanon

مواقف شيا التصعيدية تُعِدّ الأرضية لمفاجأة كبرى!

انتهت مهلة الرئيس ايمانويل ماكرون للمسؤولين اللبنانيين لتشكيل الحكومة، وهي اصلا مهلة ممددة، ومثلها مهمة موفده الى بيروت باتريك دوريل الذي كما جاء غادر بصفر نتائج، وقد تنتهي اي مهمة او وساطة اخرى يبذلها اي طرف دولي لمحاولة انقاذ لبنان على غرارها. ثمة قناعة تولدت لدى هؤلاء بأن في لبنان من لا يريد حكومة لا اليوم ولا غدا ولا على الارجح هذا العام.

تعزز هذا الاعتقاد نظرية انتظار حسم نتائج الانتخابات الاميركية وترقب مرحلة ما بعد 20 كانون الثاني 2021 بما قد تحمل من تطورات يراهن معرقلو ولادة الحكومة على انها ستصب في مصلحة محورهم الاقليمي، وقبلها، في الفترة الانتقالية، ما قد يستجد من تطورات، يتوقع البعض ان تكون من طبيعة امنية. تبعا لذلك، تعرب اوساط سياسية على صلة بملف التشكيل، عبر “المركزية”، عن اعتقادها بأن حزب الله الذي كان وحليفه الرئيس نبيه بري، اكثر الداعمين لعودة الرئيس سعد الحريري الى السراي، يتمسك ببقائه ويدرك أنه ليس في وارد الاعتذار هذه المرة، لذا يستفيد من قرار الحريري هذا لدعم حليفه المُعَاقب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في سقوفه العالية المفروضة للافراج عن الحكومة، وهو يدرك سلفا ان الحريري لن يقبل بها ما يؤدي عمليا الى تحقيق هدفه، بتجميد او تأخير ولادة الحكومة حتى ذلك الموعد. آنذاك تصبح فرصه اكبر وتنازلاته اقل والتشكيلة بما يخدم مصالحه ومشروعه، استنادا الى التسوية الاقليمية التي تريدها الجمهورية الاسلامية. وحتى ذلك الموعد ايضا لا يرى ضيرا في استمرار حكومة تصريف الاعمال برئاسة حسان دياب.

غير ان استرخاء اهل السلطة وأصحاب المشاريع المدفوعة من الخارج ازاء تشكيل حكومة الانقاذ يعزز المخاوف من السقطة اللبنانية النهائية، حيث تنتفي انذاك جدوى المبادرات الانقاذية ومد اليد من آخر الدول المهتمة باستمرار وجود لبنان على الخريطة الدولية، بعدما تخلت عنه الدول العربية الرئيسية التي لطالما شكلت الرافعة الاقتصادية والمالية في ازماته وغادره السفير السعودي وليد البخاري والسفير الاماراتي حمد سعيد الشامسي في رسالتين شديدتي الوضوح لمن يريد ان يقرأ من اهل المنظومة السياسية اللبنانية الحاكمة. المبادرة الفرنسية هي الفرصة الاخيرة، تقول الاوساط، ومن بعدها الطوفان. فإلى اين يقود العهد وحلفاؤه لبنان؟

اوساط دبلوماسية غربية افادت “المركزية” ان الشهر المقبل سيشهد تطورات بالغة الاهمية متحدثة عن مفاجأة على الساحة اللبنانية. وإذ رفضت الكشف عن تفاصيلها ونوعها، اكتفت بالقول ان الكلام الذي قالته السفيرة الاميركية دوروثي شيا في الايام الاخيرة شكّل نوعا من التمهيد لهذه المفاجأة، وهي حكما لن تكون بعيدة.