IMLebanon

خطوات إدارة ترامب ليست “مزحة”… والآتي أعظم!

يتطابق أداء السفيرة الاميركية في بيروت دوروثي شيا وطريقة تعاطي الإدارة الأميركية مع الملف اللبناني الى درجة التكامل. لا يشبه اسلوبها السياق المتعارف عليه في عالم الدبلوماسية. ضمن معايير الاحترام واللياقة التي تتقنهما، توصل رسائل ادارتها لمن تريد من المسؤولين بوضوح وبالمباشر من دون قفازات. تقول ما يجب قوله وتمضي، تماما كما رئيس بلادها دونالد ترامب المعروف مدى قربها منه ومن جبهته المتشددة.

وقالت شيا في الاسبوعين الاخيرين ما لم يقله مالك في الخمر. مواقف علنية ولقاءات اعلامية وكلام مباشر في اجتماعاتها مع المسؤولين اللبنانيين، وفي شكل خاص مع الفريق الدائر في فلك العهد. نصحت بوجوب تغيير نمط الخيار السياسي والابتعاد الى الحد الاقصى عن مسار “حزب الله” لمصلحة الانخراط في مشروع الدولة واعادة بنائها من خلال اطلاق مشروع محاربة الفساد وحذرت من مغبة عدم الاخذ بالنصائح، فالعقوبات على صهر رئيس الجمهورية رئيس التيار “الوطني الحر” النائب جبران باسيل عيّنة والآتي اعظم.

تقول مصادر سياسية اجتمعت في الآونة الاخيرة مع السفيرة “المتشددة” لـ”المركزية” ان ما قد تقدم عليه ادارة ترامب من خطوات واجراءات في المرحلة المقبلة، وقبل مغادرة البيت الابيض، ليس “مزحة” وعلى المسؤولين قراءته بتأن وبروح عالية من المسؤولية الوطنية، لان تداعياته المحتملة ستكون كارثية ليس على مستوى الاشخاص المعاقبين من الصف الاول بل على مستوى الوطن عموما وشعبه خصوصا الذي يدفع اثمانا باهظة نتيجة السياسات العشوائية لقادة البلاد.

واذ تؤكد ان رسائل الادارة الترمبية تبلغ مسامع كبار المسؤولين وتنقل اليهم بحرفيتها، متوقعة انها لا بد الا ان تؤخذ في الاعتبار نظرا لخطورة ما قد يترتب جراء اهمالها، توضح ان في سياق البحث الاميركي- الاوروبي حول سبل حل الازمة اللبنانية المستعصية والمخارج المقترحة تطرح خطوات هي قيد الدرس راهنا، تصفها بالكبيرة وغير المتوقعة من دون الكشف عنها او عن طبيعتها. وتشير الى اكثر من سيناريو يبدأ بالعقوبات على الشخصيات فالدولة، باستثناء الجيش والاجهزة الامنية، ولا ينتهي بالامن وما يتفرع منه من سيناريوهات متداولة.

وتدعو المصادر الى القراءة جيدا في ما بين سطور مغادرة بعض السفراء لاسيما دول الخليج وتخفيض المستوى التمثيلي لسفارات واتخاذ اجراءات على غرار ما فعلت الامارات العربية المتحدة. وتوازيا، تشير الى ابعاد اعلان المرشد الايراني علي خامينئي الاستنفار العام في ايران لمواجهة تداعيات نتائج الانتخابات الاميركية والمخاوف من اعمال عسكرية وامنية ترتفع مع انخفاض حظوظ عودة ترامب الى البيت الابيض، موضحة ان ايران استنفرت اذرعها في العراق ولبنان وسوريا لمواجهة اي مغامرة تقوم بها الادارة الاميركية قبل 20 كانون الثاني موعد تسلم الادارة الجديدة السلطة، سواء كانت لجو بايدن او لترامب.

ولا تستبعد فرضية المواجهات بالواسطة بين اميركا وايران خلال الوقت الضائع عبر ادواتهما، ولبنان حكما احد مسارحها بعدما باتت ساحته نقطة ارتكاز في المحور الايراني من خلال تعاظم نفوذ “حزب الله” في الدولة سياسيا وعسكريا. وما التغييرات التي اجراها ترامب في وزارة الدفاع  وانشاء “قوة ضاربة” تتحرك بسرعة وفقا لاوامره الشخصية، بعد انتهاء العملية الانتخابية وارتفاع حظوظ منافسه الديموقرطي جو بايدن الا من ضمن الاشارات الخطيرة والسيناريوهات القاتمة الممكن ان تواجه لبنان، اذا لم يستعجل تشكيل الحكومة ويضع مساره السياسي على السكة الدولية الصحيحة خارج صراعات المحاور.