IMLebanon

“الحزب” يتمسك بلبنان ورقة في صراع المحاور

الأفق السياسي اللبناني المسدود أمام التشكيل الحكومي وإجراء الإصلاح يزداد قتامة مع كل يوم، والأزمة المالية تتدحرج ككرة الثلج وباتت تهدد بالانفجار على ما يحذر مصرف لبنان الذي شارف مخزونه الاحتياطي من العملات الصعبة والدولار على النفاد، فيما الأزمة السياسية المتصلة بعملية تأليف الوزارة الجديدة تراوح مكانها وعالقة في عنق الزجاجة على رغم المناشدات المحلية والتحذيرات الخارجية من مغبة المضي في النهج التعطيلي الذي سيؤدي استمراره الى اندثار لبنان عن خارطة الدول العالمية.

وما ذلك كله، على ما تقول مصادر ديبلوماسية لـ”المركزية”، إلا بسبب تخلي لبنان الدولة والسلطة الحاكمة فيه عن نهج الحياد وتسليمه بسياسة المحاور وامتلاكه كورقة ضغط ايرانية تستعملها طهران، عبر “حزب الله”، في صراعها مع الولايات المتحدة الاميركية حول العديد من الملفات في المنطقة تحت عنوان الملف النووي وعدم الالتزام به .

وتضيف المصادر أن “حزب الله”، الذي يجاهر بهذه الحقيقة التي تجد ترجمة لها في المواقف المعلنة والواضحة لأمينه العام السيد حسن نصرالله، يبدو أنه ماض في هجومه السياسي وحملاته الإعلامية على المملكة العربية السعودية غير آبه بما يلحقه بلبنان من ضرر، معتمدا سياسة صم الآذان على رغم علمه بمدى الاذية التي تطال الدول الخليجية، وخصوصا المملكة الحاضن الأكبر لليد العاملة اللبنانية ومعرفته بانسحاب مواقفه هذه على تشكيل الحكومة وحصول لبنان على المساعدات المالية اللازمة لنهوضه من الهوة السحيقة التي سقط فيها، سيما وأنه بات معلوما ان لا امل لوقف كل هذا التدهور الا من خلال تشكيل حكومة اختصاصيين غير حزبيين يرفضها الحزب وحلفاؤه الممسكون بالسلطة والمصرون على الاتيان بتركيبة وزارية شبيهة بحكومة الرئيس حسان دياب العاجزة عن وقف تدهور الاوضاع ووقف الهدر في المال العام الجاري على “عينك يا تاجر”.

وتختم المصادر معربةً عن تشاؤمها من استمرار هذه المشهدية المتمثلة بامساك “حزب الله” بالقرار اللبناني وبإعاقته مباشرة او بالواسطة لمسار تشكيل “حكومة المهمة” التي دعا اليها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لتلمس لبنان طريق الخلاص وتمكنه من الحصول على المساعدات المالية اللازمة من الدول والصناديق العربية والدولية علما ان المملكة العربية السعودية كما الولايات المتحدة الاميركية هما البوابتان الرئيستان لهذا المسار الخلاصي.