IMLebanon

هل ينفجر كباش ترامب-بايدن في الشرق الأوسط؟

لم يكن أحد من المراقبين، لاسيما أصحاب النظرة الواقعية إلى التبدلات السريعة في المنطقة والعالم، يتوقع من الرئيس الأميركي الأكثر إثارة للجدل دونالد ترامب أن يتقبل بسهولة خسارته في الانتخابات الرئاسية في مواجهة منافسه الديموقراطي جو بايدن. لكن أحدا لا يشك في المقابل في أن مرحلة الشهرين الفاصلين عن تسلم بايدن مهامه رسميا، قد تكون حافلة بالأحداث الكبيرة،  خصوصا في منطقة الشرق الأوسط، حيث الحضور الأميركي بارز وفاعل، مع العلم أن مقاربتي الجمهوريين والديموقراطيين لهذا الملف اللاهب تختلفان جذريا.

وفي السياق، تلفت المصادر عبر “المركزية” إلى أن من الخطورة بمكان استمرار الرئيس الأميركي المنتهية ولايته في إدارة الأذن الصماء إلى أصوات الجمهوريين والديموقراطيين الذين يدعونه إلى الاعتراف بخسارته السباق الرئاسي، ومن بينهم زوجته ميلانيا. إلا أن شبكة CNN  الأميركية المعروفة بمناهضتها لترامب نسبت إلى مصادر مقربة منه كلاما يفيد بأنه على دراية تامة بأنه يعرقل مسار الانتقال السلس للسلطة ردا على تشكيك الديموقراطيين في شرعية انتخابات العام 2016. لكن المصادر عينها تنبه إلى أن هذه النقطة ليست الخطر الوحيد الذي يحوم حول العالم قبل دخول بايدن إلى البيت الأبيض. ذلك أن قبل خروجه، يبدو ترامب حريصا على تنفيذ كل وعوده التي قطعها قبل 4 أعوام، لاسيما في ما يتعلق بالمضي في مواجهة ايران وفرض العقوبات عليها وعلى حلفائها. بدليل أن النائب جبران باسيل استهدف بسلسلة من الاجراءات القاسية، بعد أيام معدودة على الاستحقاق الرئاسي الأميركي. وفي الموازاة، تبدو واشنطن متمسكة بمسار التطبيع بين اسرائيل والدول العربية. وتذكر في هذا الاطار بكلام وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو عن أن بلاده ستعتبر المواد المستوردة من الضفة الغربية آتية من اسرائيل، في خطوة من شأنها أن تفاقم حدة الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، في زمن التطبيع الخليجي مع الكيان العبري.

وتشير المصادر إلى أن هذا النوع من التصرفات قد يؤدي إلى رد فعل عنيف من جانب حلفاء ايران في المنطقة، خصوصا في العراق حيث للميليشيات الشيعية حضورها البارز، مع العلم أن إعلان ترامب انسحاب قواته من العراق أدى إلى هجوم بالصواريخ استهدف السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء في بغداد، وفي ذلك رسائل كبيرة إلى بايدن عشية دخوله إلى البيت الأبيض.