IMLebanon

البيان الوزاري… لغم جديد على طريق الحريري؟

التأليف قبل التكليف مبدأ اختار رئيس الجمهورية ميشال عون السير بهديه “بناء على طلب بعض الكتل النبيابية” (كما جاء في بيان أصدره مكتب الاعلام في قصر بعبدا) لتأجيل الاستشارات أسبوعا كاملا بهدف تعبيد طريق السراي أمام الرئيس سعد الحريري وحكومته بأقل الضرر وأسرع المهل. غير أن الرياح لم تجر كما اشتهت السفن الرئاسية، ذلك أن ألغام المطالب زرعت سريعا على طريق الرئيس المكلف، فيما لا يخفي كثيرون خشيتهم من أن يكون البيان الوزاري العتيد مطبا جديدا سيتعين على الحريري تجاوزه لينال الثقة النيابية، مع العلم أن ثقة الناس بالطبقة السياسية مفقودة تماما.

وفي هذا الاطار، ذكرت مصادر سياسية عبر “المركزية” بأن جميع أقطاب المجتمع السياسي اللبناني شاركوا في لقاء قصر الصنوبر الشهير مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، حيث التزموا بتسهيل تأليف حكومة من الاختصاصيين المستقلين. غير أنهم لم يتأخروا في النكث بتعهداتهم هذه. وهو ما قد ينطبق على البيان الوزاري، حيث أن أحدا لا يستبعد أن تعود إلى دائرة الضوء المعادلة الشهيرة “جيش وشعب ومقاومة” لتفخخ من جديد المساعي إلى تسريع الانطلاقة الحكومية الأكثر من مطلوبة في الوقت الراهن. ذلك أن المصادر لا تخرج من حساباتها أن يغتنم حزب الله وحلفاؤه فرصة الليونة الفرنسية تجاه حزب الله، والمرحلة الانتقالية بين رئاستي دونالد ترامب وجو بايدن ومسار التطبيع العربي- الاسرائيلي ومفاوضات الترسيم، لفرض شروطه السياسية على حكومة الرئيس الحريري، خصوصا أن الأخير لم يتأخر في تقديم تنازل مهم إلى الثنائي الشيعي، بالموافقة على إبقاء وزارة المال السيادية معه، مع العلم أن الجميع كان يعد العدة لخوض معركة تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين.

وفي هذا السياق، قد يبادر الحزب إلى فرض هذه المعادلة على البيان الوزاري، في وقت من المفترض أن تشكل الورقة الاصلاحية الفرنسية الركائز الأساسية لخطة عمل الحكومة في المرحلة المقبلة، مع العلم أن الموقف الدولي يتماهي مع الضغط الكثيف الذي يمارسه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في اتجاه تكريس حياد لبنان عن صراعات المحاور طبقا لما نص عليه إعلان بعبدا، وهو ما لا يزال موضع أخذ ورد ولا يشكل نقطة إجماع خصوصا من جانب حزب الله وحلفائه، وهم الذين يشكلون السيبة الأساسية للحكم الحالي. فكيف سيواجه الحريري هذا اللغم؟ الجواب في الأيام والأسابيع المقبلة ان كُتب لحكومة الرئيس الحريري ان تبصر النور قبل العام المقبل…