IMLebanon

طائرة B-52 في المنطقة: عرض عضلات أم عمل عسكري؟

“بمهمة طويلة بهدف ردع العدوان وطمأنة شركاء وحلفاء الولايات المتحدة”، أعلنت القيادة المركزية للجيش الأميركي في 21 الجاري إرسال طائرة من طراز B-52 (ستراتوفورتريس) إلى الشرق الأوسط من دون تحديد مكان استقرارها في المنطقة.

لعل اللافت في الاعلان انه جاء مقتضباً بكلمات محددة في وقت ان طائرة من هذا الطراز وذات المواصفات العسكرية “الضخمة” يسهل توقّع “حقيقة” مهمتها في المنطقة وما يُخطط عسكرياً.

من حيث الشكل، الطائرة المذكورة القادرة على حمل ما يصل إلى 70 ألف رطل من الأسلحة، ولديها نطاق قتالي نموذجي يبلغ اكثر من 8800 ميل من دون الحاجة للتزود بالوقود، كما لديها طاقم متخصص يتحرك وفق تعليمات من البيت الابيض، تعود الى المنطقة للمرّة الاولى منذ عام 2003 بعدما شاركت في المواجهات في العراق بعد غزو الكويت.

أما من حيث التوقيت، فإن الاعلان عن إرسالها يأتي في ظل توتر متزايد بين واشنطن من جانب، وطهران وحلفائها، خصوصا في العراق، من جانب آخر، مع ما يترافق من أنباء عن هجوم اميركي محتمل على إيران، قبيل انتهاء ولاية الرئيس دونالد ترامب في 20 كانون الثاني المقبل وتسلّم الرئيس جو بايدن مقاليد السلطة.

وتأتي في السياق ايضاً المعلومات المتداولة عن ان ترامب وافق على اعطاء صواريخ ذكية لاسرائيل تضرب لعمق 60 متراً تحت الارض على عكس سلفه الرئيس باراك اوباما الذي رفض اعطاء تل ابيب هذه الصواريخ عام 2015.

ومع ان هذه المستجدات شكلاً وتوقيتاً تؤشر الى استعدادات لحصول عمل عسكري تقوده الولايات المتحدة الاميركية بالتعاون مع حلفائها ضد الجمهورية الاسلامية واذرعها العسكرية الموجودة في العراق، سوريا ولبنان، غير ان المعلومات التي نقلتها مصادر امنية غربية لـ”المركزية” تؤكد ان هذه المؤشرات لا تعني بالضرورة حصول عمل عسكري، الا اذا حصل خطأ ما في اتّجاه القوات الاميركية في المنطقة، وعندها تقع المواجهة في اكثر من ميدان”.

ولفتت المصادر الى “ان الادارة الاميركية الجديدة بالاضافة الى عدد من السيناتورات الجمهوريين في الكونغرس يتحاشون-حتى الان اي مواجهات عسكرية، مفضّلين الخيار الدبلوماسي التفاوضي لحلّ الازمات، ومعروف ان الديموقراطيين الذين استعادوا مفاتيح البيت الابيض من الجمهوريين لا يحبّذون المواجهات العسكرية وانما المفاوضات وسلاح الدبلوماسية”.

وبإنتظار استلام بايدن الحكم بعد ان يكون اكمل اختيار فريق المساعدين والمستشارين، اشارت المصادر الامنية الغربية “ان عام 2021 سيكون عام الحلول لازمات المنطقة، بعدما كان العام الحالي عام التصعيد السياسي والمواجهة الشديدة بين واشنطن وطهران. وسيُشكّل قرار انهاء النفوذ الايراني في كل من اليمن والعراق وسوريا ولبنان عنوان المرحلة المقبلة على عكس ما يراهن عليه محور الممانعة ان ادارة بايدن ستُعيد بسط نفوذ ايران في المنطقة عبر إحياء الاتفاق النووي”.

واوضحت “ان طهران متّهمة بضرب الاستقرار في عدد من الدول العربية وخلق توتر في بعض الساحات لمصلحة مشروعها السياسي-الاستراتيجي، وذلك من خلال اذرعها العسكرية، غير ان واشنطن بالتعاون مع حلفائها الاوروبيين لن تسمح بان تتمدد ايران اكثر، وانما ستُعيدها الى حجمها الطبيعي شأنها شأن جيرانها في المنطقة”.