IMLebanon

نائبة فرنسية: لا يمكن القول إن المبادرة الفرنسية ماتت

بالرغم من الخيبة الفرنسية بالمسؤولين اللبنانيين، الا ان المبادرة الفرنسية التي يتعلّق بها الشعب اللبناني كحبل نجاة، يبدو أنها مستمرة مع اعلان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون زيارة لبنان قريباً.

الا أن هذه المبادرة تحوّلت الى ما يشبه حبّة الخردل، نعم، حبة الخردل، هكذا وصفتها النائبة عن الحركة الديمقراطية في البرلمان الفرنسي ونائبة رئيس لجنة الصداقة البرلمانية الفرنسية-اللبنانية، ناديا اسايان، عبر القول: “لن أقول ان المبادرة الفرنسية ماتت، انما كان لدينا أمل كبير بها واعتقدنا أنها ستشكل صدمة، لكن يبدو أنها تشبه حبة الخردل التي لا تعطي ثمارها الا على المدى المتوسط والطويل”.

وأكدت، خلال مقابلة مع موقع الـ”LBCI” ان “ماكرون حمل صوت الشعب اللبناني دوليًا باعتباره صوتًا متألماً، ذا مصداقية وحازماً. وبذلك اعطى مصداقية لتطلعات اللبنانيين بشأن حكومتهم”، مشددة على ان” الشعب اللبناني لن يخضع من جديد بل سيسعى نحو حكومة تتمتع بالأهلية وسيدفع المسؤولين إلى التغيير، حتى لو استغرق هذا الأمر وقتًا”.

وأشارت إلى “ضرورة العمل على كشف الفساد لتعود الثقة بين لبنان وشعبه كما لبنان والمجتمع الدولي. اللبنانيون يحتاجون لمعرفة حقيقة شبهات الفساد لتتمكن الثقة من العودة بعد ذلك. ماكرون عقد مؤتمرا للمانحين، أكد خلاله أن المساعدات مشروطة بتشكيل حكومة جديدة تتماشى وتطلعات اللبنانيين لناحية الحكم بأمانة”.

ما حقيقة تحول المبادرة الفرنسية الى مبادرة اوروبية؟

الا انه وبالرغم من التأكيدات على ان المبادرة الفرنسية لم تلفظ بعد انفاسها الاخيرة، علت بعض الاصوات المتحدثة عن توسع المبادرة الفرنسية لتصبح مبادرة اوروبية مع امكانية تعيين مبعوث خاص في لبنان. هذا الكلام، توضح اسايان انه لم يتم تأكيده لها حتى الآن، بالرغم من عدم تفاجئها به. وتشير خلال المقابلة الى ان “فرنسا سعت دائما لأن تكون هناك سياسة خارجية أوروبية فعلية. لطالما أدركت فرنسا أن أوروبا يمكنها أن تصبح قوة دولية حقيقية، ورغم أننا لم نصل إلى ذلك بعد، فهناك مؤشرات تدل على بدايته”. وتضيف ان “استفزازات تركيا قد تؤدي إلى موقف أوروبي مشترك وربما الى فرض عقوبات اقتصادية في القمة الأوروبية المقبلة المنعقدة يومي 10 و 11 الجاريين، ولا أدري اذا ما كنا سنتوصل أيضا إلى موقف مشترك بشأن لبنان”.

أين الحلّ؟

بحسب النائبة الفرنسية ناديا اسايان، يكمن الحلّ للأزمة اللبنانية في تغيير الدستور والسير نحو العلمانية، وانشاء مجلسين واحد للشيوخ واخر للنواب ، وأن تتوافر الارادة لمحاربة الفساد الذي ينخر البلاد بأكملها. وتلفت الى أن هذه الخطوة قد تستغرق وقتًا طويلاً، لكن الوقت ينفد للأسف.

وتضيف خلال اجابتها: “قد يتمكن اللبنانيون من النهوض بسرعة كبيرة إذا ما كانوا في بيئة أقل قلقا، فهم شعب محب للحياة ولوطنه ويتمتع بكل المقدرات، فعليهم أن يكونوا قادرين على الاتكال على ثقافتهم وقيمهم لبناء وحدتهم. ومع ذلك ، لا يمكن للشعب الانتظار طويلا فهو يختنق بسبب تراجع الاقتصاد والعملة التي لم تعد تساوي شيئًا اضافة لافتقاره لرؤية نحو المستقبل. من هذا المنطلق تتجلى اهمية كلّ المبادرات الخارجية لمحاولة ايجاد حل للأزمة”.

هل اجتازت فرنسا ازمة الارهاب المتنقل؟

اما في الشأن الفرنسي الداخلي، لا تزال قضية حرية التعبير اساسية، فهي دليل على الحرية وأساس للجمهورية، كما تقول اسايان، فهي، مع المساواة والأخوة ، إحدى الركائز الثلاث للأمة الفرنسية. وتؤكد ان “الهجمات الارهابية لا تغير شيئا في ذلك، اذ ان الفرنسيون يردون عليها بتحد معين ، عبر إعادة نشر غلاف صحيفة شارلي إبدو على سبيل المثال”.

بالرغم من ذلك، تعتبر النائبة عن الحركة الديمقراطية  أن “حرية التعبير هذه، قد تكون شهدت تساؤلات حول حدودها، ليس بسبب الهجمات، انما بسبب عرض رسوم كاريكاتور شارلي ابدو التي تظهر النبي محمد في وضع مهين، أمام فئة من المراهقين، ما قد تسبب بصدمة لبعض المسلمين منهم. فعلت أصوات تطالب باقتران حرية التعبير والأخوة بشكل لا تعود بالتجريح لايمان الاخر. لكن كل هذا لا يبرر الجريمة البشعة والإرهابية بحق الاستاذ صمويل باتي”.

اذاً، هل اجتازت فرنسا ازمة الارهاب المتنقل؟ تجيب اسايان انه نظرًا لكون هذه الهجمات الإرهابية متنقلة، فمن الصعب الحؤول دون وقوعها ومكافحتها. ومع ذلك فإن فرنسا تحبط بشكل منتظم عددًا كبيرًا من محاولات القتل. وتتطلع  الحكومة الفرنسية لوضع كل طاقاتها بمجال التعليم ومحاربة التطرف.وكشفت اسايان عن مشروع قانون سيطرح قريبت حول ترسيخ وتعزيز المبادئ الجمهورية.