IMLebanon

التحاق لبنان بمحور إيران دفعه إلى الانهيار

تشكّل عودة لبنان الى التزام نهج الحياد الذي نصّ عليه دستوره وقام على اساسه، متخذا من موقعه جسرا للعبور ما بين الشرق والغرب، بوابة للخلاص من ازماته في رأي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي اطلق منذ اشهر مبادرة في هذا السياق وأيده في ذلك العديد من الدول المعنية بالوضع اللبناني كونه عرف في تلك الحقبة البحبوحة والازدهار.

ويجمع المراقبون على ان لبنان ايضا لم يكن ليشهد هذه الازمات المالية والمعيشية المتفاقمة لولا انحرافه الى سياسة المحاور وتبنيه هذه السياسة التي جره اليها حزب الله والتفاهمات التي اقامها معه اهل السلطة والعهد الذي بات اكثر التصاقا بما يعرف بمحور الممانعة (المتمثل بسوريا وايران) المعادي للدول العربية والاجنبية على حد سواء والعامل على التدخل في شؤونها، خصوصا على ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” ان الاوضاع السائدة في لبنان من هدر وفساد ليست وليدة الساعة انما هي متجذرة في وزاراته واداراته منذ عهود، الا ان سيطرة حزب الله على القرارين السياسي والعسكري في لبنان ودفعه الى الانغماس اكثر فأكثر في الصراع القائم بين ايران والولايات المتحدة الاميركية جعله طرفا في هذه الحرب الدائرة بين الجانبين والعقوبات التي تفرضها واشنطن على طهران وتاليا انسحابها على لبنان الذي حالت الادارة الاميركية دون وصول المساعدات والتحويلات المالية اليه بذريعة تجفيف المصادر المالية للحزب، الامر الذي طاول لبنان بأسره وأدى الى شح في الدولار وتفاقم الازمة المالية والمعيشية وما  نعيشه راهنا من تداعياتهما السياسية والحكومية .

من هنا، تعتبر المصادر أنه يمكن فهم اسباب تعذر الرئيس المكلف سعد الحريري عن توليف تركيبة وزارية من اختصاصيين غيرحزبيين وفقا للمبادرة الفرنسية التي حدد اطرها وبرنامج عملها الرئيس ايمانويل ماكرون وحظيت اخيرا بدعم اوروبي، وذلك بعد رفض حزب الله هذا النوع من الحكومات الذي لا يوفر الضمانات الدولية التي يطالب بها، ووضع العراقيل في طريق ولادتها منذ اللحظة الاولى حينما رفع وجه السفير مصطفى أديب حينما كلّف مهمة تشكيل الحكومة متراس حقيبة المال للشيعة وحق تسمية وزرائه، ثم لاحقا بدعم رئيس الجمهورية في مطلب تطبيق وحدة المعايير في التشكيل.

إن عدم تسهيل تأليف حكومة مهمة تعمل على وقف الهدر والتمهيد لقيامة لبنان من الأزمات السياسية والمالية والمعيشية التي انزلق اليها هو وجه من وجوه التحاق لبنان الدولة بالمحور الايراني خدمة لأهداف هذا المحور الاقليمية والدولية وإبقاء لبنان ورقة ضغط في الصراع مع واشنطن.