IMLebanon

“الحزب” استفاق على وجود القضاء… فليسلّم المطلوبين من عناصره!

في ذكرى مرور 4 أشهر على انفجار مرفأ بيروت المشؤوم بنيترات أمونيوم الدولة اللا مسؤولة، وفي خطوة هي الاولى من نوعها، قدم حزب الله دعويين قانونيتين ضد النائب السابق فارس سعيد وموقع “القوات اللبنانية” الالكتروني على خلفية “اتهامهما الحزب بمسؤولية ما عن انفجار مرفأ بيروت”. وأشار عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب ابرهيم الموسوي من امام قصر العدل في بيروت، الى “ان هناك دعوى ايضا تحضر ضد بهاء الحريري تحتاج الى رخصة أخيرة من القاضي، ودعاوى أخرى ستسجل قريبا تحضر ملفاتها مستندة الى مواد قانونية تدين من يحاولون زرع الفتنة”، لذا قام بتكليف مجموعة من المحامين رفع دعاوى امام القضاء لملاحقة جميع الذين مارسوا التضليل والتزوير والاتهامات الباطلة ليعلموا ان الكلمة المسؤولة لا تلقى جزافا”.

عظيمة هي خطوة الحزب، تقول مصادر سياسية معارضة لـ” المركزية” واعظم منها استفاقة الحزب على وجود قضاء لبناني في ما تبقى من دولة لبنان التي تقترب من الزوال بفضل  ممارساته وسيطرته على قرارها ورهنها في سوق الصراعات الدولية لمصلحة حليفته الجمهورية الاسلامية وكرمى لعيون الولي الفقيه الذي يؤمن للحزب مأكله ومشربه ودولاراته من خارج فلك دولة لبنان الُمنازعة. اخيرا تنبّه الحزب ان في لبنان دولة وقضاء يمكن ان يقاضي امامه سعيد او القوات او غيرهم ممن يرفعون الصوت دفاعا عن وطنهم في لحظة احتضاره، خصوصا ان التحقيق اللبناني لم يظهر فتات معلومة في شأن اسباب تفجير المرفأ بعد اربعة اشهر، وهي عادة ألفها اللبنانيون مع طبقتهم السياسية وواقع قضائهم الذي تقبع القضايا امامه سنوات تدور في حلقة مفرغة دون بلوغ الهدف، ما اضطرهم الى سلوك درب القضاء الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، وهنا بيت القصيد، تضيف المصادر. هذا القضاء الذي اصدر اخيرا حكمه في الجريمة وحدد الجهة التي تقف وراء الاغتيال فأدان سليم عيّاش المنتمي إلى “حزب الله”، لم ولن يتمكن على الارجح من تنفيذ الحكم ما دام الحزب يصنّف عياش في مصاف القديسين والمحكمة في خانة ” الأداة العميلة”.

علاقة حزب الله مع القضاء في لبنان، توضح المصادر، قديمة، أشهر من ان تعرّف. من الادانة في اغتيال الحريري ورفض تسليم المتهمين الى حماية المتورط في محاولة اغتيال الوزير والنائب السابق بطرس حرب الى قضايا كثيرة اخرى، منها المكشوف ومنها ما بقي طي الكتمان، كلها محطات اثبتت ان الحزب الذي اوصل دولة لبنان الى مرحلة التفتت والانهيار بانخراطه في حروب الاخرين وجر لبنان الى محور الممانعة وقطع شرايين علاقاته مع المجتمع الدولي والدول العربية والخليجية التي لطالما كانت الرافد الاساسي لاقتصاده ونموه بمشاريعها الاستثمارية، هذا الحزب لا يعير اهمية للبنان الدولة فكيف بالحري لقضائه الذي يضرب به وبأحكامه عرض الحائط؟  وماذا خلف لجوئه الى هذا القضاء لمقاضاة سعيد، الصوت الصادح ضد الحزب وممارساته ودويلته دفاعا عن لبنان؟

تعتبر المصادر المعارضة ان خطوته غير المسبوقة تجاه القضاء ما هي الا نتيجة استشعار الخطر القادم جراء مسار السلام الذي لا بد سيسري في المنطقة وملاقاته لبنانيا، بعدما اطلق سعيد ولقاء سيدة الجبل الدعوة الى استقالة رئيس الجمهورية، في تذكير بمرحلة ماقبل خروج الجيش السوري من لبنان حينما نادى الفريق المعارض آنذاك باستقالة الرئيس اميل لحود، وقد شكل ذلك الخروج اكبر انتكاسة للحزب ومحوره فعبر عنها بتظاهرة 8 اذار وشعار “شكرا سوريا”.

فليسلِّم حزب الله المطلوبين من عناصره الى القضاءين اللبناني والدولي اولا ، وما اكثرهم، لتصبح ادعاءاته امام القضاء ذات جدوى وقيمة، تختم المصادر، والا فليكمل بالمقاضاة على طريقته الخاصة، وقد ألفها اللبنانيون…