IMLebanon

باسيل لن يرضى بأقل مما ناله “الثنائي”!

يخطئ من يعتقد أن الرئيس المكلف سعد الحريري سيشكل حكومة المهمة الانقاذية ما لم يمنح فريق رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر الثلث المعطل. فإلى الاعتبارات المعروفة كلها، من الاصرار على الامساك بالقرار الحكومي في مرحلة الانقاذ وحقبة المساعدات الدولية المفترض وصولها اذا ما شرعت الحكومة العتيدة بالاصلاحات الى الخشية من ان تكون حكومة العهد الاخيرة، وتاليا التي ستدير المرحلة اذا ما حصل فراغ رئاسي، الى الطموحات الرئاسية التي تفعل فعلها، تعتبر مصادر سياسية في المقلب المعارض للعهد، عبر “المركزية”، أن العقوبات الاميركية المفروضة على رئيس التيار الوطني الحر وصهر الرئيس ميشال عون النائب جبران باسيل تفعل فعلها في مجال تشكيل الحكومة. ذلك ان الرجل الذي وقعت العقوبات الاميركية عليه وقع الصاعقة، كما على العهد الرئاسي، يبحث عن تعويض ما يخفف وطأة الضربة ويظهره في اقوى موقع في الداخل، وما الافضل من الامساك بناصية الحكومة الانقاذية في زمن الانهيار؟

وتشرح المصادر أن باسيل، وقبل ان يسقط عليه سيف العقوبات، لطالما نال ما اراد في مسلسل تشكيل الحكومات، فكان له دور البطولة وحياكة سيناريوهات التشكيل، بحسب ما يلبي مطالبه ومصالحه، لاسيما بعد وصول عون الى بعبدا وامتلاك مفتاح التوقيع على اي تشكيلة، فلا تولد الا بمباركته. وتذكّر بأن عون علق تشكيل حكومات اشهرا طوال من اجل حقيبة يصرّ عليها او وزير يريده، وتحت هذا العنوان، تنازل الحريري عن حقيلة الطاقة لمصلحة التيار على ان تتم التسمية بالتوافق مع الفرنسيين.

ويراهن عون، ومن خلفه باسيل، على ان الرئيس المكلف الذي يتجرع “كؤوس السم” كما يحلو له ان يسميها، الواحد تلو الاخر، تحت شعار التضحية في سبيل الوطن، لن يغص بكأس الثلث المعطّل الذي يعوّم باسيل من جهة و”يروّض” الحريري من جهة ثانية، وهو ما يريده بقوة العهد وباسيل اللذين لم يخفيا نفورهما منه، وعدم رغبتهما بعودته الى السراي وقد ارجئت الاستشارات النيابية بعد بيان رئاسي لم يخف هذه الرغبة ولا حتى اتهام الحريري بالفساد.

وتضيف المصادر ان مسار تشكيل الحكومات في السنوات الاخيرة اثبت بما لا يرقى اليه شك ان ثلاثي حزب الله- امل- التيار نال كل مطالبه، والا لما ابصرت اي من الحكومات النور، وما دام الثنائي الشيعي نال مراميه منذ ما قبل تكليف الحريري في حقبة السفير مصطفى اديب، فإن الفريق الرئاسي والتيار الوطني الحر لن يقبلا بأقل من ذلك. فلا تنازل عن مطلب الثلث المعطل ولا حكومة من دونه، وحتى موعد تسلم جو بايدن الرئاسة الاميركية قد لا تكون حكومة في لبنان.