IMLebanon

عبدالله: العقبة الأساسية أمام التشكيل تسمية الوزراء المسيحيين

بات اللبناني ينام كل ليلة على أمل ان يستفيق ويكتشف أن ما يمرّ به لبنان من أزمات مجرد كابوس مزعج انتهى. لكن الواقع ان القصة لم تنتهِ والكابوس حقيقة مرّة يتجرّع كأسها المواطن كل يوم بحسرة وألم، في حين ان السلطة في غيبوبة، والحكومة التي من المفترض ان تتشكل لتبدأ العمل على حلّ سبحة الازمات المتناسلة في خبر كان. فأين تكمن العقدة الحكومية ومن يملك مفتاح الحلّ؟

عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبدالله قال لـ”المركزية”: “واضح ان العراقيل توضع من الداخل والخارج التي على اساسها الرئيس المكلف سعد الحريري يحاول تأليف الحكومة. واضح ان النيات من الاساس ليست سليمة وكان التأليف على مضض وتُرجِم اليوم بكل العراقيل. الحريري وضع سقف المبادرة الفرنسية لتشكيل حكومة اختصاصيين وإصلاح وحاول ان يكون مسهّلاً، في وقت تحكم لبنان تركيبة لبنانية وقوى سياسية لم تكن مسهّلة خاصة، فريق رئيس الجمهورية”.

وأضاف: “الحريري حصل على تسهيلات من الثنائي الشيعي ومن الحزب التقدمي الاشتراكي، والعقبة الاساسية هي في تسمية الوزراء المسيحيين حيث يصرّ رئيس الجمهورية وفريقه على تسميتهم، والمشكلة الجوهرية هي الاصرار على ان الثلث المعطل بيد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل”، معتبراً أن “إبقاء المعايير والاعتبارات نفسها التي تحكم هذه الحكومة كسابقاتها، يعني اننا نحكم عليها بالفشل وبعدم القيام بأي اصلاح جدي”.

وردا على سؤال عما إذا كان “الاشتراكي” راضياً على حقيبة الخارجية والمغتربين، أجاب: “حتى لو لم نكن راضين، لم نعطل اي مرة التشكيل. حتى في الحكومة السابقة وحتى التي قبلها لم نكن راضين لكن، اولاً ليست لدينا قدرة التعطيل دستورياً، وثانياً لدينا حرص وطني حتى لو احسسنا بإجحاف في حقنا، وهناك دائما اجحاف، لكن الاهم وجود حكومة. فكيف سنقوم بالاصلاحات ونحاور صندوق النقد الدولي ونوقف الجوع والازمة المقبلة في المواد الغذائية والمحروقات والدواء؟ لا يستوعب ذلك من يعطلون ويحاولون الرقص على حافة الهاوية كالعادة ويغلّبون المصالح الضيقة والفئوية والحسابات خاصة الرئاسية، حتى انهم قد يغلبون ايضا مصالح القوى الاقليمية المرتبطين بها على المصلحة الداخلية للاسف”.

وعن فوز المستقلين في الانتخابات الطالبية في الجامعات الخاصة ومجلس المندوبين في الجامعة اللبنانية، قال: “نحترم قرار الشباب اللبناني الذي يطمح لبلد مؤسسات ونظام جديد، والاهم ميزة انه تخطى كل الحواجز الطائفية والمذهبية، وهذا انجاز تاريخي. على هذه الحركة الطالبية ان تستمر وتقوى وتتفعل لأن كلما كبرت الشريحة المدنية في المجتمع انحسر النظام الطائفي المقيت الذي يمنع اي اصلاح او تغيير”.

وتابع: “لو خسرنا كأحزاب لا مشكلة، لأن هذه الشريحة النخبوية الواعية من الطلاب اعلنت بشكل رسمي انها خارج هذه المنظومة الطائفية والمذهبية التي خربت البلد وخارج منظومة الفساد ومع التغيير مع دولة المؤسسات والعدالة والوحدة الوطنية ودولة المحاسبة الفعلية وليس الشعارات كما يحصل في مكان آخر. هذا مؤشر ايجابي يبنى عليه”.

وختم عبدالله: “هذه بارقة امل في الظلام الدامس، صرخة شباب يجب ان تحترم، على امل ان يحافظوا على استقلاليتهم، وألا يدخل احد على الخط كي يستغلهم، لأنهم قوة التغيير المستقبلية. الجيل الجديد تخطى الحواجز الاصطناعية التي تركها لنا الاستعمار وعبّروا عن المواطنة بكل معنى الكلمة، وإنجازهم استمرارية لثورة 17 تشرين”.