IMLebanon

تفاهم مار مخايل: هل دقت ساعة “التغيير والإصلاح؟”

بغض النظر عن “علاقة الحب والانتقام” التي تجمعه بالرئيس المكلف سعد الحريري، اغتنم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل فرصة مقابلته الصحافية الأخيرة لإطلاق مواقف مهمة في اتجاه رئيس مجلس النواب نبيه بري، الحليف اللدود للتيار، لكن أيضا، وهو ربما الأهم، في اتجاه حزب الله، متحدثا بكثير من الصراحة عن ضرورة مراجعة اتفاق مار مخايل، بعدما تلقى نكسات كبيرة في القترة الأخيرة.

وفي السياق، دعت مصادر مراقبة عبر “المركزية” إلى قراءة متأنية لما بين سطور كلام باسيل ، معتبرة أنه لم يخل من القنص السياسي في اتجاه الحزب، والذي يمكن اعتباره اعترافا صريحا بأن التفاهم فشل في تحقيق أحد أهدافه الكبيرة، القائمة أولا على بناء الدولة.

وتنبه المصادر إلى أن أحدا لم يكن يتوقع من باسيل أن يقر بأن اتفاق مار مخايل كان خطأ سياسيا، مع العلم أنه رفض إسباغ هذا التوصيف على تفاهم معراب مع القوات اللبنانية، الذي يبدو أنه انتهى إلى غير رجعة، بدليل الهجمات الكلامية التي يطلقها رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع في اتجاه الثلاثي الحاكم، أي التيار الوطني والثنائي الشيعي.

غير أن الأهم، في رأي المصادر عينها، يكمن في أن باسيل حرص على الظهور في موقع المتيقن من أن ما يجري على خط ميرنا الشالوحي ما عاد يرضي القاعدة الشعبية العونية أولا، بدليل قوله إن حزبه لم يعد يستطيع المضي في عدم إعطاء الناس ما يتوقعونه من التيار، حتى أنه ذهب إلى التأكيد أن بناء الدولة بالنسبة إلى العونيين يوازي أهمية المقاومة بالنسبة إلى حزب الله، قائلا إننا حافظنا على المقاومة ولم نبذل جهدا لبناء الدولة…

على أي حال، فإن المصادر تلفت إلى أهمية التوقيت الذي أتى فيه كلام باسيل، في خضم المعركة القضائية التي يخوضها رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب المدعوم من حزب الله في إطار التحقيقات في انفجار المرفأ، وقد طالته شظايا بيان تكتل لبنان القوي، الذي غمز من قناة “المزايدات” الطائفية في هذا المجال. وتشير المصادر إلى أن كلام باسيل يأتي أيضا بعد العقوبات الأميركية التي فرضت عليه قبل 40 يوما، والتي يبررها البعض  بالممارسات الممهورة بتهم الفساد، في وقت يرى بعض آخر أنها ليست إلا فاتورة التحالف الوثيق مع حزب الله، مع العلم أن التيار البرتقالي كان أشار مرارا إلى أن بينه وبين الحزب نقاط خلاف كبيرة كمحاربة الفساد. لكن كل هذا قد يحمل مؤشرات إلى إنطلاقة جدية للحوار العميق بين الطرفين لمراجعة مضمون التفاهم في ضوء التطورات الأخيرة على الساحتين المحلية والاقليمية، مع العلم أن معلومات بلغت “المركزية” تفيد بأن هذا الحوار قد يكون جاريا في إطار لجنة تضم ممثلين عن الطرفين، وهي معلومات فضل الجانب العوني عدم تأكيدها أو نفيها في الوقت الراهن، حنى لا تحترق طبخة هذا الحوار بنيران التسريبات الاعلامية.